يفتتح يوم الخميس المقبل بالعاصمة الإسبانية مدريد "المعرض المتجول جسور- بوينتس: المناظر و الهندسة في المغرب و إسبانيا" الذي تنظمه الجمعية الثقافية للحوض المتوسط الغربي، برعاية وزارة الإسكان الإسبانية و وزارة الشؤون الخارجية و الوكالة الدولية للتعاون من أجل التنمية. و يشكل المعرض، الذي من المفترض أن تفتتحه وزيرة الإسكان الإسبانية، بياتريث كوريدور، جزءا من البرامج الثقافية المرتبطة برئاسة إسبانيا للإتحاد الأوروبي، و هو الأول من نوعه الذي يرتبط بموضوع المشاهد العمرانية و الطبيعية في البلدين. يهدف المعرض الى التقريب بين المبدعين على الضفتين وأن يتحول إلى جسر للتعارف و التفاهم بين الإسبان و المغاربة. وسيعرض العديد من الصور المأخوذة في المغرب و إسبانيا، للتعريف بإمكانيات البلدين. و زوار المعرض، سيكتشفون مناطق التلاقي و التشابه في المناظر و المشاهد الطبيعية و الهندسية بين المملكتين. الأمر يتعلق برؤية فريدة و أصيلة تمكن الزوار من التوقف عند الإرتباطات المرئية بين الجارين، و كذا التشابه في المعالم الطبيعية و المعمارية و الذي وإن كان قويا في حضوره الواقعي، فإن الوعي به يظل ضعيفا و متزعزعا. و يتيح المعرض أيضا فرصة إدراك تطور الهوية الخاصة بالبلدين، عبر التحول و التغير في المشاهد العمرانية و الطبيعية التي أوقعتها يد الإنسان المغربي و الإسباني عبر تاريخ تواجده الحضاري. وسيكتشف زوار معرض جسور عبر المشاهد العمرانية المغربية والإسبانية، التراث المشترك بين الضفتين الذي لا يختزل في الحضور العربي لما يزيد عن سبعة قرون في الأندلس، شهدت تواصلا كثيفا بين الجارين، وتثاقف و تلاقح حضاري يومي وواسع، بل يمتد إلى حقب موغلة في التاريخ، حيث تأثرت المنطقتين بعمق بتيارات حضارية بسطت نفوذها على المتوسط و طبعت تاريخ الحياة الإجتماعية و الثقافية و العمرانية لمجتمعاته، كما هي الحضارة الفينيقية و الرومانية. و التي إضافة إلى الحضارة العربية تركت على الضفتين الكثير من المشترك الثقافي. وانطلق مصمموا المعرض من نظرة تمزج بين العمران و محيطه الطبيعي، و تفهم المشهد كتداخل بين الوسط العمراني ومحيطه، و هو تناول أضحى ممكنا نظرا للتقارب بين الحقل المعرفي الهندسي وفن التصوير. فالبعد المشهدي التصويري يضع إطارا للعمران في المجال و يسهل عملية إدراك العلاقة بين عناصره. و عموما الصور المعروضة تعكس طريقة لفهم الهندسة، تركز على التحول التدريجي للمجال و لذلك ستعرض مشاهد تصورتهيئة المجالات الحضرية، أخرى تعرض السواحل و الشواطئ، المشاهد السياحية،الإتصالات و البنيات التحتية، الصناعة، وكل العناصر التي ترتبط عادة بتعمير المجال. المعرض سيفتح أبوابه في 29 أبريل بمدريد بقاعة أركيريا المتواجدة بمقر وزارة الإسكان و سيستمر إلى غاية 6 من يونيو، ثم سيحل بجامعة مالغا وطيلة شهر يونيو، ليشد الرحال بعد ذلك إلى المكتبة الوطنية بالرباط.