كتبت اليومية الإيفوارية (لوباتريوت)، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن مخيمات تندوف بالجزائر، تشهد منذ عدة أسابيع ثورة غير مسبوقة ضد قيادة "البوليساريو" التي تتهمها بالاعتداء والفساد واغتصاب النساء الصحراويات والاغتناء غير المشروع على حساب معاناة ساكنة هذه المخيمات. وفي مقال يحمل عنوان "احتجاج بمخيمات تندوف"، أبرزت الصحيفة أن ثورة مجموعة من الشباب تتخذ بعدا سياسيا صرفا، وتنظم في إطار "حركة الشباب من أجل التغيير"، موضحة أن هذه الحركة تندد باستبداد القيادة العسكرية وتطعن في شرعية وتمثيلية إدارة "البوليساريو" لساكنة مخيمات تندوف. وأضافت أن "حركة الشباب من أجل التغيير ترفض الأطروحات الانفصالية ل"البوليساريو"، التي تصفها بالقديمة والمتجاوزة في السياق الدولي الحالي"، مسجلة أن حركة الشباب "تثور اليوم ضد هيمنة قيادة "البوليساريو" ورفضها الممنهج السماح لشباب الحركة للتعبير بحرية عن آرائهم، وتستنكر معاملة "البوليساريو" المهينة لساكنة المخيمات. وأشار المقال إلى أن الحركة، التي تطالب برحيل المسمى محمد عبد العزيز وقيادة البوليساريو، وكذا الحكومة المزعومة، "تندد باستغلال قيادة "البوليساريو" غير المشروع لورقة المساعدات الإنسانية الدولية الممنوحة من قبل المنتظم الدولي لإخراس الأصوات المعارضة، وحرمان الساكنة من حقوقها في التعليم والشغل وحرية التنقل والحصول على وثائق السفر". وأضافت أن حجم ومكانة الحركة ما فتئا يتزايدان داخل مخيمات تندوف، سواء لدى ساكنة مختلف القبائل أو لدى الأطر المنتمية للملشيات المسلحة ل"البوليساريو"، مشيرة إلى التنديد بمناخ الخوف والاضطهاد الذي يسود المخيمات والمطالبة بتغيير جذري في قيادة "البوليساريو". وسجلت الصحيفة أن موجة الاعتقالات والتضييق التي يقوم بها الانفصاليون تعد دليلا جديدا على رفض هذا الكيان لأي رأي معارض داخل المخيمات، مضيفة أن هذا الموقف يعكس نهج الانفصاليين لتشديد الخناق على ساكنة مخيمات تندوف على كافة المستويات، بهدف جعلها وسيلة للمقايضة على المستوى الدولي. وخلصت الصحيفة إلى أنه يتعين الإنصات لمواقف وآراء ووجهات نظر هذه الحركة الاحتجاجية السياسية وأخذها بعين الاعتبار، وذلك بالنظر إلى الحجم السياسي لمطالبها وتبني ساكنة المخيمات لهذه المطالب بشكل متزايد.