بدأ المغرب تصنيع قطارات وعربات مسافرين حديثة من الجيل الثاني، ستستخدم لمصلحة «المكتب الوطني للسكة الحديد» ولحساب شركات نقل عربية وأفريقية ومغاربية وأوروبية. وتفقد وزير النقل والتجهيز، عزيز رباح أوراش، صناعة القطارات في «الشركة الشريفة للصناعات الحديدية والسككية» (سكيف) في الدارالبيضاء، يرافقه المدير العام ل «المكتب الوطني للسكة الحديد»، الذي تعاقد مع الشركة لتصنيع 50 عربة مسافرين جديدة للاستعمال على الخطوط الطويلة خصوصاً في اتجاه فاسوجدة ومراكش. ويخضع نحو 205 عربات مسافرين من نوع «كورال» لعملية تحديث شاملة تمهيداً لتسليمها في منتصف العام المقبل لحساب «مكتب السكة الحديد»، الذي يُقدر زبائنه حالياً بنحو 40 مليون مسافر. وكانت «سكيف» صدرت نحو 200 عربة لشحن الفوسفات إلى تونس، وأخرى إلى موريتانيا لنقل الحديد الخام عبر خط الزويرات، وهي تنفذ عقود عمل مع شركاء من الاتحاد الأوروبي خصوصاً شركة «زينتك» البولندية التي تتعاون مع الشركة المغربية في تصنيع جيل جديد من القطارات السريعة وتحديث أخرى كانت مستخدمة في بعض دول أوروبا الشرقية أو في المنطقة المغاربية. كما تبني الشركة المغربية مصنعاً لتجفيف الفوسفات الخام وشحنه لحساب «المكتب الشريف للفوسفات» في المغرب. وتعتقد الشركة أن قطاراتها وعرباتها تستجيب المعايير الدولية في مجال السلامة والراحة والأمان، وتوافق استعمالات التكنولوجيا الحديثة في الإشارات والاتصالات، وأصبحت من اكبر الشركات الإقليمية المتخصصة في صناعة القطارات ولوازم السكك الحديد في المنطقة العربية والأفريقية، ولها عقود عمل مع مجموعة «ألستوم» الفرنسية التي تنجز سكة للقطار الفائق السرعة بين طنجةوالدارالبيضاء على مسافة 350 كيلومتر بكلفة تتجاوز 2،5 بليون دولار. وتراقب الأوساط المغربية عن كثب تفاصيل عروض الشراء المقدمة من مجموعة «جنرال إلكتريك» الأميركية و»سيمنس» الألمانية للاستحواذ على ذراع الطاقة التابعة ل»الستوم» الفرنسية التي تُصنع عربات نقل المسافرين لمصلحة «ترامواي الرباطوالدارالبيضاء» ولها مشاريع ضخمة في المغرب تمتد الى عام 2020. ويراهن المغرب على الانتهاء من بناء خط السكك السريع ودخوله الخدمة قبل نهاية العقد الحالي، ليربط بين منطقتين صناعيتين وسياحيتين على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، الأولى متخصصة في صناعة السيارات في طنجة والثانية متنوعة الصناعات في الدارالبيضاء ومنها قطع غيار الطائرات. وأشارت مصادر إلى أن المهندسين المغاربة باتوا يملكون الخبرة والتقنية اللازمة لاستكمال المشروع حتى في حال تأخر الجانب الفرنسي أو حدوث تغيير في إستراتيجية الشركة المنفذة للمشروع. ويستعد المغرب لنقل خبرته في مجال السكك الحديد الى دول أفريقيا جنوب الصحراء، وبناء شبكة خطوط عصرية تربط بين عدد من الدول الأفريقية خصوصاً السنغال ومالي وساحل العاج والغابون.