ظل الاعتقاد السائد أن لكل شخص بصماته الفريدة التي تميزه عن غيره، لكن خبيرا بريطانيا ينفي ذلك ويؤكد احتمالية وجود تشابه في البصمات بين شخص وآخر. قال خبير إن الإعتقاد السائد منذ ما يربو على 100 عام بأن لكل شخص بصمات اصابع يتفرد بها وبالتالي يمكن التعرف على هويته من خلال قاعدة بيانية على الكومبيوتر اعتقاد خاطئ. وكانت الأدلة التي تربط شخص بمكان الجريمة من خلال بصمات اصابعه قامت بدور حاسم في ادانة المتهم منذ ان فُتح اول مختبر للتحقيقات الجنائية في شرطة اسكتلنديارد عام 1901. ولكن الخبير في وزارة الداخلية البريطانية مايك سيلفرمان أكد ان الافتراض القائل ان لكل شخص بصمات اصابع يتفرد بها عن الآخرين افتراض مغلوط. وأوضح سيلفرمان الذي اقام أول نظام آلي للتعرف على الهوية من خلال بصمات الأصابع في اسكتلند يارد، ان احدا لم يثبت قط ان لكل فرد بصمات الأصابع خاصة به بل ان عائلات يمكن ان تشترك بعناصر من نمط بصمات واحد. وهناك مشاكل أخرى تثير علامات استفهام بشأن اعتماد بصمات الأصابع كدليل قاطع منها ان المسح الضوئي لبصمات اصابع كبار السن ربما لا يعطي نتائج حقيقة بالكامل لأن بشرتهم تفقد مرونتها وفي بعض الحالات تُمحى السمات المميزة لأطراف اصابعهم التي تصبح ناعمة الملمس بلا بصمات مع تقدم السن. كما ان الأخطاء البشرية والبصمات الجزئية والتصوير غير الدقيق كلها تعني ان الأدلة التي تعتمد على بصمات الأصابع ليست موثوقة ، على الضد من الاعتقاد الشائع. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن سيلفرمان الذي كان أول مشرف على قسم الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية البريطانية قوله "ان لا أحد من حيث الأساس يستطيع ان يثبت عدم وجود بصمتي اصابع متماثلتين". واضاف "ان الاحتمالات بعيدة ولكن احتمالات الفوز باليانصيب ايضا بعيدة ورغم ذلك يلعب الناس اليانصيب كل اسبوع". وشدد سيلفرمان على ان المطلوب خبير متمرس لتحديد ما إذا كانت بصمة مأخوذة من مكان الجريمة وأخرى مأخذوة من شخص ما مصدرهما اصبع واحد. وهناك حالات عديدة اتُهم فيها ابرياء بناء على أدلة بصمات الأصابع. ففي عام 2004 اتهم خبراء بصمات الأصابع في مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولاياتالمتحدة ، ظلما ، المواطن الاميركي براندون مايفير بالضلوع في تفجيرات قطارات مدريد. وفي عام 1997 اتُهمت شيرلي ماكنزي الضابطة في الشرطة الاسكتلندية ظلما بوجودها في مكان جريمة قتل بعد العثور على بصمات اصابع مطابقة لبصماتها قرب الجثة. وقال الخبير سيلفرمان ان هاتين الحالتين تبينان ان اعتماد بصمات الأصابع كدليل دامغ ليس مضمونا كما يجري تصويره في وسائل الاعلام. ودعا سيلفرمان هيئات المحلفين الى اخذ هذا بعين الاعتبار. وأكد ان ما يُشاهد في بعض المسلسلات التلفزيونية البوليسية لا وجود له في الواقع. وبخلاف حقول أخرى في جمع الأدلة الجنائية مثل تحليل الحمض النووي الذي يعطي احتمالات مطابَقَة احصائية فان خبراء بصمات الأصابع يشهدون في افاداتهم بأن الدليل يشكل مطابَقَة بنسبة 100 في المئة أو عدم مطابقة بنسبة 100 في المئة. - See more at: http://www.elaph.com/Web/News/2014/4/897449.html#sthash.zrRpG4W0.dpuf