فجرت المواطنة الفرنسية جوسلين مدني، أرملة الصحفي المغربي منصور مدني، الذي كان يعمل بوكالة المغرب العربي للأنباء قبل أن توافيه المنية قبل شهرين بالرباط، قنبلة من العيار الثقيل بعد أن لوحت بالمتابعة القضائية في حق مدير لاماب خليل الهاشمي الإدريسي ومدير الإعلام بالوكالة، عادل الزعري الجابري، بسبب "الحصار والتهميش والتعذيب النفسي" الذي مارساه لمدة أشهر في حق زوجها إلى آخر يوم في حياته. وأتى رد فعل المواطنة الفرنسية على إثر الحفل التأبيني الذي نظمته وكالة الأنباء المغربية الأسبوع الماضي بمناسبة أربعينية رحيل منصور مدني، والذي يعتبر واحدا من أعمدة الوكالة والصحافة بالمغرب والذي توفي، كما أكدت مصادر موثوقة ل"شبكة أندلس الإخبارية"، "إثر نوبة قلبية ألمت به جراء الاكتئاب الذي أصابه بسبب سوء المعاملة ونكران الجميل الذي لاقاه داخل الوكالة التي أمضى فيها أزيد من ثلاثين سنة". وخلال هذا الحفل التأبيني كان المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، خليل الهاشمي الإدريسي، قد قال إن فقدان صحفي مثل منصور مدني معروف بتفانيه في العمل وشبكة علاقاته الوطنية والدولية، وبمساره المهني الذي واكب سرعة توارد الأخبار، في مؤسسة مهنية مثل الوكالة، يعد "صدمة حقيقية"، و"لحظة يتوقف فيها الزمن بشكل قاسي".
وفي رد فع لها على هذا الكلام قالت جوسلين مدني على الفايسبوك: "كان على السيدان الهاشمي [مدير لاماب] والجابري [مدير الإعلام]، قبل الإطناب في رثاء الفقيد العزيز على قلبيها، أن يعترفا بأنهما مارسا عليه الحصار والتهميش بطريقة مشينة". وأضافت زوجة الراحل منصور مدني أن ما قام به المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء ودير إعلامها هو "عمل يعاقب عليه القانون جنائيا ومدنيا في أية دولة ديمقراطية لأنه يدخل في إطار التعذيب النفسي". يذكر أن الصحفي منصور مدني ثم استدعاءه إلى التحرير المركزي بالرباط قبل أشهر بسبب رفضه تدخل ممثلة المغرب لدى اليونسكو، زهور العلوي، في شؤون تسيير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بباريس والذي كان يسيره. وبعد رفضه تحرير "رسالة اعتذار" إلى هذه المسؤولة، كما طلب منه ذلك مدير الوكالة ومدير إعلامها، تمت إقالته من إدارة مكتب باريس واستدعاءه إلى التحرير المركزي أشهرا فقط قبل بلوغه سن التقاعد. وبسبب هذه المعاملة القاسية أصيب بحالة اكتاب أدت إلى وفاته في ظروف قاسية حيث توفي وحيدا بالشقة التي كان يقطنها بالرباط ولم تكتشف عائلته أمر وفاته إلا أربعة أيام بعد ذلك.