ذكر تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدِّرات التابعة للأمم المتحدة أن الإنتاج غير المشروع للقنَّب الهندي أو ما يعرف بالحشيش يتركز في بعض بلدان شمال أفريقيا. وأضاف التقرير "لطالما كان المغرب هو المورِّد الرئيسي للقنَّب الهندي الذي يُتعاطى في أوروبا، أكبر أسواق هذه المادة غير المشروعة عالميًا". وذكرت المنظَّمة العالمية للجمارك أنَّ المغرب كان مصدر ما يقارب 72 في المائة من إجمالي كمية القنَّب الهندي التي ضبطتها سلطات الجمارك في جميع أنحاء العالم في عام 2011 . غير أنَّ البيانات الحديثة لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدِّرات والجريمة تشير إلى أنَّ إمدادات القنَّب الهندي القادمة من بلدان أخرى، ولا سيما أفغانستان، ربما كانت آخذة في الازدياد. وأفاد التقرير أن الحكومة المغربية صرحت بأنَّ المساحة المزروعة بالقنَّب الهندي على نحو غير مشروع قد بلغت 474000 هكتارفي عام 2010، ولم تُستهدف مساحات إضافية من الأرض لإبدال المحاصيل في عام 2011. وتُنقل الشحنات الكبيرة المتجهة إلى أوروبا من القنَّب غير المشروع المزروع في المغرب عبر زوارق سريعة وغيرها من السفن غير التجارية الصغيرة. وما زال المهرِّبون يشحنون القنَّب عبر جيبي سبتة ومليلية المحتلتين وميناء طنجة. وتشير التقارير أيضا إلى أنَّ مهرِّبي الكوكايين يحاولون بصورة متزايدة تهريب الكوكايين إلى أوروبا عبر المغرب، عن طريق شحنه من أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل ومنها كذلك إلى المغرب. وقال رئيس مكتب مكافحة المخدرات ومنع الجريمة في الأممالمتحدة، يوري فيدوتوف، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، ووفقا لتقرير المخدرات العالمي لسنة 2013 الذي تم إطلاقه يوم الاربعاء 26 يونيو الجاري في فيينا بالنمسا، إنه في حين يتذبذب معدل استخدام المخدرات التقليدية مثل القنب الأكثر استخداما، فإن البيانات تشير إلى انخفاض معدل تناول الهيروين والكوكايين في بعض المناطق من العالم، في حين أن مستوى تعاطي عقاقير الوصفات الطبية والمؤثرات العقلية الجديدة آخذ في الارتفاع . وفيما يتعلق بالإنتاج، فقد احتفظت أفغانستان بصدارة زراعة الأفيون، وهو ما يمثل 75 في المائة من الإنتاج العالمي لهذه المادة في عام 2012. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون إلى إعداد استجابة شاملة لمشكلة المخدرات في العالم، تشمل الإجراءات القانونية وإنفاذ القانون، فضلا عن نهج الوقاية والعلاج "المتأصل في العلم والصحة العامة وحقوق الإنسان". وأوضح بان كيمون أن "الهدف من عملنا يجب أن يكون خفض عدد المسجونين، والتخفيف من عبء المخدرات على الصحة البدنية والعقلية، ومنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية"، مضيفا، "دعونا نعمل معا لمساعدة ملايين المواطنين في جميع أنحاء العالم على التخلص من الأثر المدمر للمخدرات غير المشروعة". كما دعا أمين عام الأممالمتحدة الحكومات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى بذل كل جهد ممكن لرفع مستوى الوعي حول مضار المخدرات غير المشروعة. وجاء في نص كلمته "إن الأنشطة القائمة على مشاركة المجتمع المحلي تكفل لكل شريحة من شرائح المجتمع، بفضل معالجتها لمشكلة المخدرات من منظور شمولي وقائم على المشاركة، الشعور بالمسؤولية وتولي زمام المباردة بما يمكنها من الاضطلاع بدورها للتصدي لهذا التحدي. ولا غنى عن العمل معا من أجل عالم يتمع سكانه بالأمان والصحة الجيدة ولا يعاني من الجريمة والعنف بسبب المخدرات، ويمكن فيه للضعفاء الشعور بالأمل في غد أفضل. الصورة: حقول زراعة القنب الهندي شمال المغرب