ساهمت مجموعة من المؤسسات في تشكيل وتوجيه صناعة الحواسيب المكتبية لعدة عقود، لكن هذا العصر شارف على الانتهاء، إذ إن المستهلكين يتجهون الآن إلى شراء الأجهزة المحمولة الحديثة، مما سيميل ميزان القوى لصالح أجهزة ما بعد عصر الحواسيب المكتبية مثل الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، فأي شركات ستحكم هذا العصر الجديد؟ شركة (أبل) الجواب البديهي الأول هو (أبل) بالطبع، ففي حين لم يقدم جهاز (ماك) الكثير من المزايا التي قد تجعله يمثل تهديدا للحواسيب المكتبية، إلا أن (أبل) سارعت بإصدار منتجين لما بعد حقبة الحواسيب المكتبية هما (أي باد) و(أي فون)، واللذان حققا نجاحا ساحقا، وكان لهما الأثر العظيم على عالم التكنولوجيا. لقد أثر ال(أي باد) بشكل كبير جدا على سوق الحواسيب المكتبية، ففي 3 سنوات فقط، أدت مبيعاته إلى تراجع مبيعات الحواسيب المكتبية بشكل خطير بعد أن كانت في ازدياد مطرد. مما لا شك فيه هو أن (أبل) بنت ثروتها وشهرتها العالمية جراء نجاح منتجات ما بعد حقبة الحواسيب المكتبية، ولابد أنها ستسيطر على السوق لسنوات عدة قادمة. شركة (كوالكوم- Qualcomm) على الرغم من أنها لا تنتج الهواتف أو الحواسيب اللوحية، إلا أن مؤسسة (كوالكوم) تنتج الرقاقات الداخلية الخاصة بهذه الأجهزة، وإذا فتحت هاتفك فلابد من أنك ستجد شعارها على إحدى الرقاقات الرئيسية. وتصمم (كوالكوم) الأجزاء الداخلية للكثير من الأجهزة والهواتف الذكية، ومن ضمنها ال(أي فون) وال (أي باد)، كما أن جهاز (إس 4 – S4) الجديد من (سامسونغ) يحتوي على ما لا يقل عن 6 قطع من إنتاج هذه المؤسسة، ومن ضمنها المعالج رباعي النوى. تحكم مؤسسة (كوالكوم) سيطرتها على السوق يوما بعد يوم، فالقطع التي تنتجها ذات شعبية مطردة وأسعار معقولة، وليس من المستغرب أن تحقق إنجازات كبيرة في المستقبل. شركة (إنفيديا) لابد أن (إنفيديا) هي واحدة من أهم المؤسسات المسؤولة عن تصميم وتطوير كرت الشاشة، ولكن منذ أن تراجعت مبيعات الحواسيب المكتبية، فقد بدأت (إنفيديا) بالعمل جاهدة لتنويع عملها، ولعب دور كبير في سوق ما بعد حقبة الحواسيب المكتبية. ولاشك من أن خبرتها في تصنيع وحدات تشغيل الرسومات تعني بأنها على دراية بعمل المعالجات، وقد استغلت هذا الجانب، وبدأت بتطوير رقاقات (تيغرا -Tegra) للهواتف الذكية. لاشك في أن (إنفيديا) ترزح تحت وطأة المنافسة مع مؤسسات كبرى مثل (كوالكوم)، إلا أن خبرتها وقرارها الذكي لدخول سوق الهواتف الذكية مبكرا يوحيان بأنها تعرف كيف تستغل السوق، وأن لها مستقبلا واعدا فيه.