اعتبر عارف أونال رئيس لجنة الاندماج في برلمان شمال الراين وستفاليا أن الجالية المغربية من "أكثر الجاليات المندمجة في ألمانيا". وحسب عارف أونال، الذي يمثل أيضا حزب الخضر في برلمان الولاية، فإن الجالية المغربية "من أكثر الجاليات اندماجا في ألمانيا"، حيث حصل حوالي نصف أفرادها على الجنسية الألمانية. كما يدرس حوالي 10 آلاف طالب وطالبة من خلفية مغربية بالجامعات والمعاهد الألمانية العليا. يضاف إلى ذلك وجود عدد من المؤسسات التجارية التي يقوم بتسييرها مواطنون من أصل مغربي. ومع الإشارة إلى التعاون الملحوظ بين ألمانيا والمغرب في كثير من الميادين فإن البرلماني عارف أونال الذي ينحدر من أصل تركي، يستخلص أن المهاجرين من خلفية مغربية في ألمانيا يشكلون جسرا قويا بين جمهورية ألمانيا الاتحادية والمغرب. غير أن هذه الشهادات لا تعني عدم وجود مشاكل عند الحديث عن موضوع الاندماج وهي مواضيع، حسب المتحدث، لا ترتبط بجالية من خلفية مغربية فقط بل تنعكس أيضا على عدد من الجاليات في ألمانيا. وفي هذا الصدد يشير رئيس مجلس الاندماج في البرلمان إلى الخصوصية الدينية التي تلعب في الحياة اليومية لمثل هذه الجاليات في ألمانيا دورا كبيرا. وهناك موضوع التعليم في المدارس والذي يتسم ببعض المشاكل كما هو الأمر لدى جاليات أخرى. ومع الحديث عن العملية الاندماجية يطفو أيضا على أرض الواقع موضوع العنصرية والعداء للأجانب. " إن كل تلك المشاكل لايمكن حصرها على المغاربة أو المهاجرين من خلفية مغربية فقط، بل تشاركها في ذلك كل الجاليات". اهتمام بالموارد البشرية المغربية خلال لقائه في دوسلدورف مع عبد اللطيف معزوز، الوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج تمت مناقشة عدد من المواضيع في العملية الاندماجية للمغاربة وخصوصية هذه الجالية التي تشارك الجالية التركية مثلا في الدين الإسلامي. ما بين 30 حتى خمسين في المائة من مجموع المغاربة أوالمنحدرين من أصل مغربي يعيشون في هذه الولاية خصوصا في مدن مثل دوسلدورف وكولونيا وبرغهايم وبون. ويبدو أن المسؤولين في الولاية مهتمون بالتعاون مع الجانب المغربي وتحسين ظروف الاندماج، حيث كان هناك لقاء للوزير المغربي مع رئيس برلمان الولاية ومع الوزيرة المكلفة بالشؤون الاتحادية والأوروبية والإعلام. من جهته اعتبر الوزير المغربي معزوز أن " الألمان مهتمون أيضا بالموارد البشرية المغربية في ألمانيا، وهم يبحثون عن الرفع من عددها وجودتها خدمة للبلدين". بالنسبة للوزير المغربي فإن هناك حاجة للتعرض إلى عدد من النقاط في موضوع الاندماج مثل ضرورة تعلم الآباء والأمهات لغة الدولة التي يقيمون فيها وقوانينها وظروف مجتمعاتها. وأشار إلى ضرورة الاهتمام بمشاكل الشباب والتعليم والتأطير إلى جانب التعليم وتدريس الدين لأبناء وبنات الجالية المغربية. كما أكد على الدور الذي يمكن للجمعيات أن تقوم به في تأطير الجالية. ولذلك فإنه ينتظر من الجانب الألماني " المساعدة التنظيمية والتأطيرية في التربية والاندماج وأيضا في المساعدة المادية و التعليمية "، حسب قول ألمانيا في حاجة إلى مساعدة مغربية من جانبه يقول رئيس مجلس الاندماج ببرلمان الولاية عارف أونال " في موضوع الاندماج نحن في حاجة إلى مساعدة من المغرب أيضا بسبب روابطه مع المهاجرين المغاربة" وهو يعتقد أن "إقامة التعاون على صعيد البرلمان والشركات والتبادل قد يحل عددا من المشاكل التي قد يكون مصدرها انطلاقا من المغرب أو من ألمانيا". ولذلك فإن التعاون بين المؤسسات أيضا أمر مهم جدا. ويرى الوزير وجود إمكانيات كثيرة لتقوية تلك العلاقات مثلا على الصعيد المحلي من خلال توأمة المدن والتعاون الاقتصادي ومن خلال تمويلات المؤسسة التابعة للولاية NRW international أو NRW invest التي تساند المستثمرين من خلفية مهاجرة في ألمانيا. وقد تلعب الشراكات مع المعاهد العليا دورا مهما في ذلك. كما أشار في حديثه إلى DW إلى بعض امكانيات التعاون والتبادل على الصعيد البرلماني مثل تبادل زيارات البعثات وتنظيم لقاءات واجتماعات عبر إشراك المؤسسات الألمانية العاملة في المغرب للحديث عن مشاكل الجالية المغربية والبحث عن حلول لها وتطبيقها بمشاركة خبراء. وفي تعقيبه على الذكرى الخمسينية للتوقيع على المعاهدة الخاصة بالعمالة المغربية في ألمانيا أشار رئيس مجلس الاندماج أن الحكومات الالمانية تعاملت في الماضي مع موضوع المهاجرين من خلال فكرة احتمال عودتهم في يوم ما إلى أوطانهم الأصلية. غير أن هذه الفرضية لم تعد قائمة. وبذلك " أضعنا الوقت في التعامل مع موضوع الاندماج على مدى حوالي ثلاثين عاما"، حسب قوله. غيرأنه يستدرك في نفس الوقت قائلا " أنا سعيد جدا أن أرى أن مسار العملية الاندماجية حاليا - ومنذ حوالي 15 عاما - تمكن من تحقيق الكثير.