إتهم أمس الأربعاء موظفو وأطر وزارة الثقافة بالجهات الثلاث بالأقاليم الجنوبية وزيرهم للثقافة محمد الأمين الصبيحي ب"الكولسة الحزبية"، من خلال إقدام الوزير على تعيين إطار من وزارة التربية الوطنية وعضو من داخل حزب التقدم وللإشتراكية الذي ينتمي إليه الوزير، مندوبا لوزارة الثقافة بإقليم طانطان، وهو العضو الذي يشغل أستاذ التعليم الإبتدائي بطانطان ولا ينتمي لقطاع وزارة الثقافة. وراسل موظفو وأطر وزارة الثقافة وزيرهم للثقافة ببيان "إستنكاري" (حصلت أندلس برس على نسخة منه) موقع بإسم الجهات الثلاث بالأقليم الصحراوية (جهة الداخلة وادي الذهب، جهة العيون بوجدور وجهة كلميمالسمارة)، أكدوا فيه بأن التعيين قد "تم دون مراعاة لمبادئ الشفافية، المصداقية، الاستحقاق وتكافؤ الفرص أمام جميع الإطارات المؤهلة لشغل هذا المنصب، وفي تناقض صارخ مع المرتكزات الخمس للسياسة العمومية الجديدة في المجال الثقافي التي سبق وأن أعلنتم عنها وزارة الثقافة بشكل دائم ومستمر كبرنامج و دستور لعمل هذه الوزارة".
وفهم أطر الوزارة وفق ما جاء في بيانهم بأن تعيين إطار من وزارة التربية الوطنية مندوبا لوزارة التربية الوطنية بطانطان بأن"أقاليم الصحراء ومعها وزارة الثقافة لا تتوفر على المؤهلات العلمية والخبرة اللازمة لتحمل مسؤولية مهام ممثلية الوزارة بإقليم طانطان لتستنجد بقطاع آخر".
وبالمقابل، سارعت وزارة الثقافة في صياغة ما أسمته "بيان حقيقة" نشرته على موقعها الإلكتروني وموقع بإسم ديوان الوزير الصبيحي، ترد فيه على بلاغ أطرها بالأقاليم الصحراوية بلهجة حادة، تصف فيه من راسلوها بالبيان الإستنكاري ب"المجهولون"، معتبرة خبر التعيين "عار من الصحة"، معتبرا بما جاء في البيان المرسول للوزير ب"الإفتراءات الفجة والمعطيات التي لا وجود لها إلا في مخيلة مقترفيه، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال بالمسؤولين للتأكد مما دبجوه من مغالطات".
ووصفت الوزارة بيان أطر الوزارة في بيانها بأن "لغو وهراء وأن ما حمله من ادعاءات ليس عار من الصحة فحسب، بل إنه ينم عن سلوكيات منحطة أيا كانت مصادرها وأيا كانت خلفيات أصحابها"، مؤكدة بأن "شغور منصب ممثل الوزارة بمندوبية طانطان سيتم شغله في احترام تام للإجراءات المسطرية والقانونية الجاري بها العمل، ووفق المعايير والمواصفات الخاصة بهذا المنصب".
وعلق أحد أطر وزارة الثقافة بالأقاليم الصحراوية على "بيان الحقيقة" للوزارة بأنه " بيان يحجب تراجع الوزير عن الكولسة الحزبية التي كان سيقدم عليها لولا إجماعنا على الإستنكار ضد الوزير، وأن خبر التعيين كان فعلا قبل خروج الوزارة ببيانها، بدليل توافد المسؤولين بإقليم الطنطان على تهنئة رجل التعليم على النصب الجديد".