تسلم الرئيس المصري محمد مرسي رسالة من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد سلمها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي يزور مصر للمرة الاولى منذ نحو ثلاثة عقود، خلال لقائه بالرئيس مرسي أمس، مما يعكس تعزيز التقارب بين مصر وإيران، بعد ازدياد الضغوط السعودية والإماراتية على تنظيم الإخوان المسلمين. تناولت الرسالة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، فيما تناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك من بينها تطورات الأزمة السورية . وفي مؤتمر صحفي مشترك لصالحي مع نظيره المصري محمد عمرو بعد اللقاء، قال الأخير: إن الموضوع الرئيس الذي تمت مناقشته مع الوزير الإيراني هو الملف السوري، كما وجه الرئيس مرسي الدعوة لنظيره الإيراني لحضور القمة الإسلامية في القاهرة الشهر المقبل . ومن جانبه، استهل صالحي مؤتمره قائلا: “إذا كانت مصر أم الدنيا فينبغي زيارتها كل أسبوع”، وعرج على لقائه بالرئيس مرسي بأنه “ركز على الملف السوري، وأكدنا أنه يجب على أي حكومة بما فيها السورية تلبية مطالب شعبها، فسوريا تحتاج إلى حوارات ومفاوضات بينها وبين المعارضة” . وقدر صالحي حجم الأضرار في سوريا بنحو 50 مليار دولار قائلاً: “نتمنى من صميم قلوبنا أن تجتمع دول المنطقة لبحث حل سوري سوري ومنع أي تدخل أجنبي، لأن الأجانب حتى يومنا لا يسعون لتحقيق الخير لنا، وعلى دول الجوار البحث عن حل للقضية بشكل سوري، وإتاحة الفرصة للشعب السوري ذاته ليقرر ما يريد” . ووصف المبادرة المصرية بأنها “مهمة، فهي من أفضل المبادرات لشمولها الدول المؤثرة واللاعبة في المنطقة لمنع التدخل الأجنبي، ونحن على قناعة بأننا بالاقتراح المصري سنصل إلى حل”، مضيفاً: “مصر طرحت لنا دعوات مفتوحة لأي زيارات مستقبلية، وتقدمنا بدعوة للرئيس المصري ووزير الخارجية وجميع المسؤولين لزيارة ايران” . ومن جانبه، قال عمرو: “إن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، ولا يمكن أن تسمح القاهرة بأن يكون تقاربها مع أي طرف على حساب أمن الخليج” . وقال: إن “إيران دولة لها وزنها في المنطقة، ومصر دولة لها قبولها، وليس لنا أي أهداف في سوريا، فمازالت المبادرة المصرية هي التي ستعمل على وقف نزف الدم الذي أدى إلى مقتل 60 ألف شهيد، ومليوني نازح خارج سوريا” . وكان عمرو، أجرى مباحثات أمس مع صالحي تركزت على الوضع في سوريا وبحث التطورات هناك، واستعراض مختلف وجهات النظر إزاء كيفية الخروج من الأزمة السورية . كذلك التقى صالحي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والممثل الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، كلا على حدة . وقال مصدر مطلع، إن “الإبراهيمي أطلع الوزير الإيراني خلال اللقاء بعيدا عن أنظار الإعلام على تفاصيل مبادرته لحل الأزمة السورية، والتي تقوم على وقف إطلاق نار وتشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة وقوية ولديها قبول من الطرفين وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية” . وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “الإبراهيمي يسعى إلى الحصول على تأييد إيران للخطة، باعتبارها الداعم الرئيس للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، والقوة الخارجية الوحيدة التي لديها علاقات مع الكتل الرئيسة داخل النظام لاسيما الأمنية والعسكرية” .