قال فتح الله ارسلان نائب الامين العام الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والاحسان، ذات المرجعية الاسلامية المغربية شبه المحظورة، ان تحول الجماعة الى حزب سياسي ليس مشكلة الجماعة "بل هي مشكلة الدولة التي لا ترخّص لإنشاء حزب إلا لمن خضع للخطوط الحمراء الموضوعة سلفاً". ويطرح تحول اقوى الجماعات السياسية بالمغرب الى حزب سياسي بالحاح منذ وفاة مؤسسها ومرشدها العام الشيخ عبد السلام ياسين في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. واوضح ارسلان في حوار مع "القدس العربي" ان الجماعة التي اعلن عن تاسيسها بداية ثمانينات القرن الماضي ولا زالت السلطات تتعامل معها كجماعة محظورة تعمل في اطار القانون وتحترمه الا ان مشكلة العمل الحزبي بالمغرب ليست القانون والدستور بل التعليمات التي يصدرها الحاكمون الحقيقيون بالبلاد وقال "لو كان الأمر يتعلق بقانون ودستور لتحولنا إلى حزب سياسي منذ زمان فهذه الأمور في المغرب لا يحددها الدستور والقانون، بل تحددها التعليمات ويحددها النظام والحاكمون الحقيقيون". واكد فتح الله ارسلان تمسك جماعته باركان عملها الثلاثة وهي "التدافع السلمي ونبذ العنف والعمل العلني وعدم السرية وعدم الارتباط الخارجي" وقال "انها مبادئ ثابتة لا تتغير، وليست تكتيكاً؛ او حديثة العهد بل مسائل أصبحت بالنسبة لنا كالماء والهواء". وتحدثت تقارير في اعقاب وفاة الشيخ ياسين عن خلافات في صفوف الجماعة ان كان حول التحول الى حزب سياسي او خلافة الشيخ في قيادة الجماعة وهو ما نفاه نائب الامين العام والناطق الرسمي باسمها وقال ل"القدس العربي" ان "داخل الجماعة كان هناك دائما حوار ونقاش والرأي والرأي الآخر، وتُحسم المسائل بالشورى داخل المؤسسات، كان ذلك في حياة المرشد رحمه الله وسيستمر بعده. أما أن تنتقل المسألة إلى تفجير أو صراعات أو تيارات، فأنا أطمئن الجميع أننا أبعد ما نكون عن ذلك". واعتبر أرسلان عدم اعتراف الجماعة بالنظام الملكي مجرد رأي سلمي "من واجب الدولة ان تضمن لأصحابه حرية التعبير". قال "لنفترض ان الجماعة لا تعترف بالنظام الملكي، فأين المشكل؟ أليس هذا رأيا؟". وأضاف أرسلان "أليس من واجب الدولة ان تضمن لأصحابه حرية التعبير عنه، ما داموا يعبرون عنه بسلمية وينبذون العنف وسيلة لتحقيق أهدافهم؟". واعتبر أرسلان ان "هناك أحزابا في المغرب لا تعترف بالنظام الملكي ولا بإمارة المؤمنين ولكنها أحزاب معترف بها. فلماذا نحن بالذات نتعرض للمنع؟". وتناول الحوار مع فتح الله ارسلان ملفات عديدة من بينها علاقة الجماعة مع الاحزاب والتيارات السياسية المغربية ومشاركتها بحركة 20 فبراير ثم انسحابها ورؤية الجماعة لما يجري في الدول العربي التي هبت عليها رياح الربيع العربي.