أصدرت فعاليات الدورة الثانية للائمة بكاطالونيا الذي نظمته الجمعية الثقافية الإسلامية بطراسة جهة برشلونة بتنسيق مع اتحاد المراكز الثقافية بكاطالونيا وبتعاون مع المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة للأئمة تحت شعار" الإمام ودوره في الاندماج" بيانا تم تعميمه، بعد أربع محاضرات على حصتين صباحية و مسائية أكد على ما يلي: 1 اندماج المسلم مع غيره في بلاد غير إسلامية مصطلح ينبغي تحديده من قبل الكلام في تجويزه أو تحريمه لأنه إذا اعتبر مصطلحا عائما دون تفسيره بالدقة العلمية يكون قابلا تفسيره بتأويلات شتى واحتمالات متعددة وأوجه متغايرة لا تنضبط بالضابط الشرعي ولا تقاس بالمقياس الفقهي والأصولية المعتمدة في معنى الشأن. 2 إذا كان مصطلح الاندماج يقصد به حسن التعامل والقبول بالأنظمة المفروضة بالقوانين السارية المفعول فيما يبيحه الإسلام و يجيزه فهو مصطلح سائغ ما دام يحفظ للمسلم ممارسة ما تقتضيه العقيدة والشريعة الطاهرة. 3 - إذا كان الاندماج يراد منه التذويب والاحتواء وطمس الشخصية وتوحيد النمط المفضي إلى إلغاء الخصوصيات، فهو بالتالي شرعا مُطَرِحٌ بالأدلة المسندة إلى المصدرين من الكتاب و السنة. 4 - فالذي نقول به، هو أن القوانين الملزمة من طرف السلطات القائمة في الكيانات الغير الإسلامية يباح للمسلمين التكيف معها و التعامل مع مقتضياتها والتفاعل إيجابيا مع مضامينها ما دامت غير متعارضة مع النصوص القطعية على شرط أن تبقى للمهاجرين المسلمين الفضاءات الواسعة لممارسة دينهم من عبادات ومعاملات بكل حرية وبمنتهى السلاسة وهو مقتضى المواثيق العالمية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية السائدة في هذا العصر. وعرف اللقاء مشاركة الأستاذ والشيخ طاهر التوجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الشيخ الدكتور رشيد نافع والأستاذ الشيخ علي الريسوني رئيس المركز العلمي والثقافي بشفشاون، والأستاذ الشيخ البقالي الخمار. لكن ما أثار استغراب جل المتابعين لليوم الدراسي والدورة هي فتوى الشيخ الدكتور رشيد نافع الذي افتى بتحريم الخروج في التظاهرات، واعتبر ان المظاهرات حرام، والمشاركة فيها محرم بالفقه والسنة، معلنا عدم اتفاقه مع فتوى الشيخ القرضاوي مؤكدا على ان العلم لا يمكن ان يقاس بالسن. مؤكدا توفره على الدليل القاطع في هذا الشأن، فتوى لم تلقى لها قبول في الدورة التي اعتبرت ناجحة بكل المقاييس، فإلى متى يظل مشايخنا مشدودين إلى خطابات لا تساير التطورات الحديثة باعتبار الإسلام صالح لكل الأزمنة والأمكنة، وما هذا النوع من الفتاوى إلا فرصة لأعداء الإسلام وفرصة لهم للركوب على خلافات بسيطة لضرب الدين الذي يدعو للتعايش والسلم بين كل الشعوب.