في بيان آخر عن الهوة بين التشدقات الأوروبية بمبادئ الحرية والديمقراطية، والنفعية الباردة، أعلن وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اليوم أن هناك موجة من المهاجرين وافدة من دول شمال أفريقيا وأنهم أوقفوا اتخاذ إجراءات جديدة تجاه ذلك الوضع. وتم إبلاغ دول الاتحاد الأوروبي بتطورات عملية (هيرمس) التي تقوم بها وكالة مراقبة الحدود (فرونتكس) في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي شهدت وصول ستة آلاف و300 شخص تقريبا من تونس منذ بداية الاحتجاجات في البلاد. واجتمعت دول الاتحاد لبحث الموقف بالنسبة لإيطاليا والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها إذا ما تحول الوضع في ليبيا إلى حرب أهلية بسبب المهاجرين الأفارقة المقيمين في طرابلس والذين قد يتوجهون إلى أوروبا على خلفية الأوضاع في ليبيا. وأعرب الاتحاد عن "استعداده" لتوسيع رقعة عملية (هيرمس) إذا "تطلب الأمر"، وفقا لما أعلنته المفوضة الأوروبية للشئون الداخلية سيسيليا مالمستروم التي أعربت عن "تأييدها لمن يتظاهرون بحثا عن الحرية". وقال نائب رئيس الحكومة الاسبانية ووزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابا اليوم إنه "يجب على الاتحاد الأوروبي الاستعداد" لاستقبال سيول من المهاجرين غير الشرعيين التي يتوقع أن تتدفق من شمال افريقيا. ووفقا لروبالكابا، فإنه من المتوقع أن المقيمين في ليبيا الذين سيغادرون طرابلس سيتوجهون الى تونس ومصر "وربما الى أوروبا". وأعربت كل من إسبانيا والمفوضية الأوروبية عن "تضامنهما" مع إيطاليا إلا أنهما لم تقررا زيادة المخصصات الأوروبية لصالح اللاجئين، وهي المخصصات التي طالب بها وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني. وأعلنت إيطاليا لشركائها أنه بالرغم من وصول ثلاثة آلاف شخص بعد نهاية الأسبوع الأول من الاحتجاجات، فإن الرقم تراجع في الأيام الأخيرة. ومن جانبها طالبت وكالة (فرونتكس) جهاز الشرطة الأوروبية (يوروبول) بتعقب مرتكبي الجرائم الدولية حتى لا يفلتوا بما اقترفوه. وبرغم كل ذلك لم تأخذ الدول الأوروبية في اعتبارها احتمال القيام بعملية عسكرية ولا منح مزيد من الحماية لفترة عام لمواطني شمال أفريقيا الذين يلجأون إلى الاتحاد الأوروبي. ويخطط الاتحاد الأوروبي لإرسال بعثة عسكرية إلى ليبيا لإجلاء ما بين خمسة إلى ستة آلاف مواطن أوروبي بعد أعمال العنف والتوتر التي شهدتها في الآونة الأخيرة، حسبما أفاد متحدث باسم المفوضية الأوروبية. وأعلن روبالكابا أن طائرة عسكرية إسبانية غادرت بالفعل العاصمة طرابلس متجهة إلى إسبانيا وعلى متنها 50 من رعاياها. ويتعرض القذافي، الذي يحكم ليبيا منذ عام 1969 ، لانتقادات دولية واسعة هذه الأيام بسبب سقوط مئات القتلى في الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظامه حيث تحدثت تقارير عن استخدامه الطيران الحربي في إخمادها. وكان القذافي قد أكد عزمه عدم التخلي عن السلطة في ليبيا واتهم مثيري الاحتجاجات بتعاطي حبوب هلوسة وفرها لهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، على حد قوله.