وقعت 15 دولة آسيوية، اليوم الأحد، في قمة افتراضية تستضيفها هانوي، اتفاقا تجاريا آسيويا واسع النطاق يمثل أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم. ويرى محللون أن اتفاق "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" الذي يضم عشر دول في جنوب شرق آسيا إلى جانب الصين واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا هو أكبر اتفاق تجاري في العالم بالنظر الى إجمالي الناتج الداخلي لمجموع الدول المنضوية فيه. وقال نجوين شوان فوك رئيس الوزراء الفيتنامي للقادة الإقليميين ورجال الأعمال في اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان" أمس، إن "توقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة هو إجراء ملموس ي ظهر التصميم على التعاون والاندماج في المنطقة". وتغطي الاتفاقية المسماة "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" 2.2 مليار شخص و29 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. وتم التوقيع على الاتفاقية، التي تم التفاوض عليها منذ عام 2013 خلال حفل عبر الإنترنت اليوم، في قمة الآسيان ال37 في هانوي. وستضم أكبر اتفاقية تجارية في العالم الدول العشر الأعضاء في الآسيان وهي فيتنام، وتايلاند، والفلبين، ولاوس، وكمبوديا، وميانمار، وماليزيا، وسنغافورة، وإندونيسيا، وبروناي، إلى جانب أستراليا، والصين، واليابان، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، التى تعرف بأنها دول شريكة للآسيان. وبمجرد دخولها حيز التنفيذ، ستخفض الاتفاقية الرسوم الجمركية وتضع قواعد للتجارة المشتركة وتسهيل شبكات الإمداد. وستغطي الاتفاقية التجارية كل شيء من التجارة والخدمات والاستثمار والتجارة الإلكترونية والاتصالات وحقوق النشر. ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق، الذي تعود فكرته إلى 2012، يشكل ردا صينيا على مبادرة أمريكية تم التخلي عنها الآن، إذ يشمل عشرة اقتصادات في جنوب شرق آسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا. وقال راجيف بيسواس كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجموعة "آي إتش إس ماركيتس"، "إن الاتفاقية الجديدة، التي يمثل أعضاؤها نحو 30 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي ستشكل خطوة رئيسة لتحرير التجارة والاستثمار في المنطقة". وصارت كولومبيا وكوبا وجنوب إفريقيا شركاء ل"آسيان" الثلاثاء بعد انضمامها إلى "معاهدة الصداقة والتعاون" للرابطة، ومن المقرر أن يعقد زعماء "آسيان" اجتماعات قمة عبر الإنترنت مع أسترالياوالصين والهند واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والأمم المتحدة والولايات المتحدة. وأفادت وزارة الخارجية الفيتنامية بأن فيتنام ستسلم رئاسة "آسيان" إلى بروناي في المراسم الختامية للقمة اليوم . وفي آخر تحديث اقتصادي، توقع البنك الدولي أن يؤدي الوباء إلى إبطاء النمو الاقتصادي في شرق آسيا والمحيط الهادئ لأكثر من 50 عاما، بما في ذلك الصين. ودفعت تداعيات الجائحة نحو 38 مليون شخص إلى براثن الفقر، فيما من المتوقع أن تشهد منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ نموا 0.9 في المائة فقط، ما يمثل أدنى معدل نمو منذ 1967. ومن المتوقع أن يبلغ النمو في الصين 2 في المائة في 2020 نتيجة للصادرات القوية والإنفاق الحكومي وانخفاض معدل الحالات الإيجابية الجديدة لكوفيد – 19 منذ مارس الماضي.