فجأة تفتحت قريحة الوزراء المغاربة في حكومة سعد الدين العثماني وأصبحوا أكثر تواصلا يعبرون عن انشغالاتهم وانشغالات الرأي العام والتعبير عن رؤاهم وتطلعاتهم ومواقفهم بكتابة مقالات للرأي ..ما الذي يقع بالضبط؟ أخنوش ينزل من برج الأموال والبورصة إلى عوالم الكتابة ومصطفى الرميد يحرك ما تبقى من عزيمة قلمه ومحمد يتيم الوزير السابق يكتب في موقع الجزيزة القطري ! ! ! نشرعزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، مقالا يدعو فيه إلى ما سماه ب ” الخيارات الصحيحة ” لأن مرحلة الخروج من الوباء ستضعنا في مفترق الطرق حيث لا مجال للخطأ ” مشيرا إلى أن المقاولات المغربية ستعاني وتحتاج إلى دعم الدولة ومواكبتها. وأن الدعم الذي قدمته الدولة للأسر ” سيلعب دورا لفترة”. موضحا أن ” الترويج لسياسة تشقفية يعد خطئا جسيما “. وكتب مصطفى الرميد مقالا بعنوان ” فعلها جلالة الملك فهل نفعلها جميعا” موضحا أن صندوق كرونا ” ما يزال في حاجة لمساهمات وتبرعات المستثمرين وذوي السعة من المال” في إشارة لأثرياء المغرب مضيفا ” أن الدولة بمختلف مؤسساتها مهما اتخذت من قرارات ومبادرات وعبأت من موارد فإن جهودها لوحدها غير كافية لمواجهة تداعيات هذه الوضعية الطارئة ؟” داعيا إلى ” انخراط مختلف مكونات المجتمع في جهود التضامن والتكافل والتعاون بما يمكن أن يخفف من الأثار السلبية لهذا الوباء على النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتلبية الحاجيات الأساسية لكل شرائح المجتمع وفئاته حتى تجاوز هذه المحنة “. بدوره محمد يتيم كتب مقالا طويلا بعنوان ” أزمة كورونا و انعكاساتها على منظومة القيم ” تحدث فيه عما أسماه ب ” التحولات الطارئة أو المحتملة لهذه الأزمة على مستوى منظومة القيم بأبعادها المختلفة “. ومن تجلياتها في نظره ” العودة القوية للمعتقد الديني ” تم “افلاس النظام الرأسمالي” موضحا أن ” الصين -على ما يبدو- نجحت في مواجهة واحتواء جائحة كورونا، في حين عجزت عن ذلك الرأسمالية في صيغتها الأكثر تطرفا ممثلة بالولايات المتحدة، والأنظمة الديمقراطية الاجتماعية المبنية على الحرية الفردية، والتي يتمرد فيها الفرد -بسبب تكوينه الثقافي- على التحكم السلطوي، مما أدى إلى نوع من التهاون في التعامل مع الجائحة؛ فكانت الكارثة، ولم تستعد السلطة المركزية دورها إلا بعد خراب البصرة؛ كما يقال “. الغريب في الأمر أن الخروج من باب الوزارة وتملكه للوقت الكافي وكحالة من التعويض عن السلطة المفتقدة دفع بالرجل إلى الاجتهاد في الكتابة وهذا أمر محمود وحرية شخصية وبدأ يعطي الدروس في التربية على القيم متناسيا قصته الشهيرة مع الشابة الممرضة بباريس التي ظل يتسكع معها وكذلك قصة زميلته في الحزب النائبة مع الملهى الليلي الباريسي ” الطاحونة”. بالعودة الى ظرفية هذه المقالات لماذا هذا السباق المحموم على كتابة المقالات والظهور بنشوة المنتصر في الأنستغرام والخروج في فيديوهات لشرح الأفكار والرؤى من قبل الوزراء؟ وهل هم فعلا من يكتبون هذه المقالات…؟ أم ينتهجون قصة إلياس العماري في كتابة مقالاته على موقع اخباري مغربي بقلم صحافي تم طرده من الموقع الاخباري ومن البرلمان بعدما تلاشى دور إلياس العماري سياسيا! ! ! فهل تتكرر تجربة إلياس العماري مع هؤلاء الوزراء بنفس الصيغة في تدبيج المقالات ليس إلا….؟