قصر الحمراء يعرض فنون المقرنصات الأندلسية أعلنت إدارة قصر الحمراء بمدينة غرناطة (إقليم الأندلس) جنوبإسبانيا، أنه تقرر إقامة معرض لفنون المقرنصات التي كانت تزين تيجان الأعمده والعقود والقباب وأسقف أروقة وممرات وغرف القصر الذي شيده بنو نصر آخر ملوك المسلمين في الأندلس قبل انهيارها عام 1492 م. ويتضمن المعرض شروح وتوضيحات للمؤرخ المتخصص في فنون تلك الحقبة جاسبار أراندا، لهذه القطع الفنية التي تتميز بأسلوب النحت الخشبي الفريد، وتركيبها في رؤوس الأعمدة الحجرية، مع تفريغها وتذهيبها لتبدو وكأنها مشتقة من كهوف الثلج القديمة، مع إضفاء الطابع الشرقي الإسلامي عليها. هذا وقد كان الهدف من هذه القطع في البداية عمليا بحتا ولكن التصميمات الإبداعية التي تطورت على يد نحاتي ومهندسي غرناطة، جعلت منها تحفا فنية مع استخدام أسلوب تعشيق الوحدات الدقيق للغاية، والتعليق الحر للقطع المنحوتة، مع إمكانية ثقب وتركيب أجزاء منها مثلما كان يحدث في القباب. يذكر أن هذه القطع التي يتضمنها المعرض كانت معلقة حتى 1969 بالحجرة الذهبية في قصر الحمراء، حتى قررت إدارة القصر نقلها للمتحف لترميمها والحفاظ عليها من التلف، وكانت معلقة على جوانب القوس المركزي لتسهيل حركة الضرف المزدوجة المطلة على حديقة الفناء، ويرجح أنها تعود لعصر السلطان محمد الخامس أي خلال 1370 عندما تم افتتاح برج قمارش، الذي كان يستخدم لاستقبال كبار الزوار. جدير بالذكر أن عمارة قصر الحمراء كانت تضم قسمين الأول هو المشور، الذي يعقد فيه الملك مجلسه، ويصرف أمور الدولة، ويستمع لشكاوى الرعية والثاني قسم الاستقبالات الرسمية، ويشمل الديوان وقاعة العرش، والثالث قسم الحريم، ويضم المسكن الخاصة بالملوك. وتتمثل الأعمال الإنشائية في مجموعتين، عبارة عن قصرين مندمجين، إذ تتمحور الصالات والغرف حول صحنين متعامدين مع بعضهما. وإلى عهد الأمير يوسف الأول تم بناء برج السيدات وقصر البرطل، وجميع المنشآت التي تحيط بصحن البركة، بما في ذلك برج قمارش الذي تقع فيه صالة السفراء، والمصلى وحمامات القصر. يشار أن قصر الحمراء من أكثر الأماكن التي يقصدها السياح في مدينة غرناطةجنوبإسبانيا، حيث زاره مليون و35 ألف و535 سائح في النصف الاول من عام 2010 ، بما يمثل زيادة بنسبة 2.89% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.