اتسعت رقعة المواجهات الدائرة بحي أرض الدولة بمدينة طنجة، بعد عصر الثلاثاء، إلى مناطق مجاورة، بعد انضمام سكان الأحياء المجاورة إلى صفوف المتواجهين مع القوات العمومية التي تواجه مقاومة عنيفة من طرف المواطنين المحتجين على ظروفهم المعيشية. واستمرت قوات الأمن في إمطار حي أرض الدولة بالقنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف، مما سبب عددا كبيرا من حالات الاختناق التي لم يجد الكثير منها طريقه إلى المستشفى بسبب استحالة وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة التي تعرف حصارا أمنيا مشددا. وقد تجاوز مفعول القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، حدود مناطق المواجهات المستمرة، ليشمل الأحياء المجاورة التي تبعد نسبيا عن مسرح هذه الاحداث الدامية، مثل حي الجيراري وحي العودة والعزيفات وغيرها من الأحياء التي أعلن سكانها حالة استنفار قصوى عندما أعدوا العدة لمواجهة أي طوارئ نتيجة انتشار مفعول هذه الغازات في أجواء محيطهم. أما تجار سوق بني مكادة الذي يضم كل من سوق بئر الشعيبري وقيسارية الأزهر، فقد وجدوا أنفسهم مضطرين لإغلاق محلاتهم بعد تصاعد وتيرة المواجهات الغير المسبوقة منذ سنة 1991 في منطقة بني مكادة. هذا وقد اضطرت قوات الأمن من جديد إلى الانسحاب من حي أرض الدولة، والمناطق التي شملتها دائرة المواجهات التي اندلعت صباح الثلاثاء مع مواطنين غاضبين من حكم قضائي بإفراغ سيدة لمحل كانت تستغله كمسكن. وبالرغم من أن هذا الانسحاب الثاني من نوعه بعد ساعات من خطوة مماثلة يأتي بسبب عنف المقاومة التي أبداها المواطنون ضد القوات العمومية، فإن سكان المنطقة يخشون من أن يكون مجرد انسحاب تكتيكي، خاصة أمام تردد أنباء بشان وصول تعزيزات أمنية يتوقع وصولها إلى منطقة المواجهات. إلى ذلك خلفت هذه المواجهات العنيفة، خسائر كبيرة في صفوف الممتلكات العمومية وسيارات الأمن التي تعرضت لإضرام النيران فيها من طرف بعض الأشخاص المشاركين في مواجهة عناصر الأمن. كما انتشر عدد كبير من هؤلاء الشباب في محيط ساحة تافيلالت مرددين شعارات النصر وتتوعد "الأجهزة القمعية"حسب تعبيرهم. وتزامنا مع هذه المواجهات أيضا، تم تسجيل توقف الدراسة في عدد من المؤسسات التعليمية القريبة من مسرح الأحداث، ويتعلق الأمر بابتدائية ولادة الواقعة في قلب مسرح أحداث العنف، إضافة إلى مدرسة الأمل القريبة من نفس المنطقة.