بات رئيس الوزراء السابق ماكي سال الاحد الرئيس الجديد للسنغال بعد فوزه في الدورة الثانية على منافسه عبد الله واد الذي اقر بهزيمته حتى قبل اعلان النتائج الرسمية للانتخابات التي تمت في جو من الهدوء. وعلى الرغم من المخاوف التي اثارها ترشح واد (85 عاما) لولاية جديدة بعد انتخابه في 2000 واعادة انتخابه في 2007، فان اعترافه بفوز رئيس وزرائه السابق دليل على الديموقراطية في السنغال. وصرح واد في بيان نشره القصر الرئاسي خلال الليل "ايها المواطنون وبعد انتخابات الدورة الثانية الاحد فان النتائج الحالية تشير الى فوز ماكي سال". واوضح واد "كما تعهدت بذلك اتصلت به منذ ليل 25 اذار/مارس هاتفيا لاهنئه". واضاف "لقد توجهتم باعداد كبيرة الى صناديق الاقتراع وتم التصويت بحرية وهدوء واطمئنان"، و"انا اهنئكم جميعا على الدور الذي لعبه كل منكم في هذه العملية". وفي بيان اول، اشارت الرئاسة الى الاتصال بين واد وسال مؤكدة بذلك المعلومات التي اوردتها وسائل الاعلام الرسمية (وكالة الانباء والتلفزيون). من جهته، صرح سال خلال مؤتمر صحافي في احد الفنادق الفخمة للعاصمة "هذا المساء (الاحد) كانت نتيجة الانتخابات ان الشعب هو الرابح الاكبر في السنغال". وتعهد "بانني ساكون رئيس كل السنغاليين"، وتوجه بالشكر الى واد على اتصاله الهاتفي. وتابع سال "هذا المساء يبدا عهد جديد في السنغال"، مشيدا بسلوك الناخبين والديموقراطية في البلاد. وختم بالقول ان "حجم هذا الفوز الذي كاد يكون اجماعا دليل على مدى تطلعات الشعب وسنعمل سويا على تحقيقها". من جهته، علق رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة المكلفة مراقبة الانتخابات بالقول "انه دليل جديد على مدى النضوج لدى الشعب والطبقة السياسية". ومن غير المتوقع ان تصدر النتائج الرسمية الاولية قبل الثلاثاء او الاربعاء ولكن ارقام مكاتب الاقتراع التي جمعتها وسائل الاعلام السنغالية بعد الانتهاء من عمليات التصويت عند الساعة 18,00 ومن بينها وكالة الانباء السنغالية الرسمية اشارت الى تقدم سال (50 عاما) في هذه الانتخابات. وتجمع الاف الاشخاص امام مقر حملة ماكي سال في دكار قبل اعلان فوزه حتى وهم يرقصون ويهتفون "ماكي رئيسا" و"لقد نجحنا هذه المرة". وشهد المساء تجمعات مشابهة في العديد من احياء دكار وحتى في ساحة الاستقلال بوسط العاصمة القريبة من المقر الرئاسي. وباستثناء تدخل بعض المسلحين مما اثار بلبلة في بعض مراكز الاقتراع في كازامانس (جنوب) التي تشهد تمردا انفصاليا منذ ثلاثين عاما، فان اي حادث خطير لم يسجل خلال الانتخابات في سائر انحاء البلاد. وتعتبر السنغال عادة نموذجا نادرا للديموقراطية في افريقيا خصوصا في غرب القارة السوداء التي تشهد باستمرار اعمال عنف سياسية عسكرية كما يدل الانقلاب العسكري الخميس الماضي في مالي المجاورة الذي اطاح بالرئيس امادو توماني توري. وشهدت الحملة الانتخابية بعض الحوادث بين مؤيدي المرشحين لكن لا يمكن مقارنتها بالتظاهرات واعمال العنف التي وقعت قبل الدورة الاولى في 26 شباط/فبراير والتي اوقعت بين 6 و15 قتيلا بحسل المصادر و150 جريحا على الاقل. وقال ثييس برمان رئيس مراقبي الاتحاد الاوروبي الى انه "حتى الان" تجري عمليات الاقتراع بشكل جيد، معبرا عن امله في ان تشكل السنغال "نموذجا قويا" للديموقراطية في المنطقة بعد الانقلاب في باماكو. وفور فتح صناديق الاقتراع، تشكلت الطوابير كما حصل في الدورة الاولى حيث تجاوزت نسبة المشاركة 51%. وكان واد متصدرا في الدورة الاولى مع 34,81% من الاصوات يليه سال (26,58%). الا ان سال حصل على تاييد المرشحين ال12 الذين هزموا في الدورة الاولى وارادوا اعتراض الطريق امام واد اذ اعتبروا ان ترشيحه "غير دستوري" بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين. كما نال سال دعم العديد من منظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية مثل "لم نعد نحتمل" وشخصيات مثل المغني الشعبي الشهير يوسو ندور الذي كان المجلس الدستوري رفض قبول ترشيحه. وادلى سال الذي رافقته زوجته بصوته في مدرسة في مسقط رأسه فاتيك (وسط) حيث تجمع مئات الاشخاص من الناخبين والمناصرين. واشاد "باقبال" السنغاليين على المشاركة في كل انحاء البلاد تقريبا. كما ادلى الرئيس المنتهية ولايته بصوته مع عائلته في مكتب الاقتراع المعتاد في احد احياء دكار حيث استقبل بتصفيق حوالى 300 من انصاره احتشدوا في الشارع. الا انه نسي ورقة الاقتراع وراء العازل وعاد واخذها ليضعها في الصندوق. واشرف على الانتخابات ما مجمله 300 مراقب اجنبي خصوصا من الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي.