قال ناشطون معارضون في سوريا إن 52 شخصا قتلوا أمس الخميس برصاص قوات الأمن السورية أغلبهم في حمص، فيما سيطر الجيش النظامي السوري بشكل كامل على حي بابا عمرو في المدينة. ونقلت الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن الجيش النظامي سيطر على حي بابا عمرو "بشكل تام". وقال قائد الجيش السوري الحر إن عناصره انسحبت تكتيكيا من بابا عمرو جراء ما وصفها بالهجمة الشرسة التي شنها الجيش النظامي. وذكر ناشطون أن الاتصالات انقطعت تماما في الحي الذي هاجمه الجيش النظامي بصواريخ وقذائف مدفعية، وبقوات يزيد قوامها عن سبعة آلاف جندي. وقد أفاد ناشطون بأن 33 شخصا قتلوا الخميس في سوريا، 17 منهم لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي وقعت في محيط حي بابا عمرو. كما أكدوا أن أغلب مقاتلي الجيش الحر انسحبوا من الحي، وأن بضعة مقاتلين بقوا لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي" لزملائهم. واتهم المجلس الوطني السوري الجيش النظامي بارتكاب إبادة جماعية في حمص، وتحديدا في حي بابا عمرو عبر استهدافه بصواريخ سكود وقصفه بالطائرات الحربية. من جهة أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن طوقت حي جوبر في دمشق ليلة أمس بشكل كامل وداهمت عددا من منازل الناشطين وخربتها. كما تعرض حي القابون لإطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة. أما في حي الميسر فشنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وسط إطلاق نار كثيف. كما أكدت اللجان أمس اعتقال الجيش النظامي السوري 150 شخصا في قدسيا، واقتحام مدينة الضمير في ريف دمشق، وقصف بلدات حلفايا وطيبة الإمام واللطامنة بريف حماة. وتتعرض مدينة الضمير لعملية اقتحام من قبل عناصر الجيش والأمن والشبيحة منذ الصباح الباكر من جميع المحاور. كما تم إغلاق كل المداخل والمخارج من وإلى المدينة بدعم من خمس دبابات والعديد من المدرعات، وتم نشر أعداد كبيرة من القناصة على أسطح المنازل والمباني الحكومية، بحسب ناشطين. وفي إدلب أفاد مراسل الجزيرة في مدينة سرمين بأنه بعد مرور أيام على قصف المدينة بدأت تتكشف آثار الدمار والخراب، حيث عثر الأهالي على جثث قتلى في المزارع وأحياء المدينة. وفي الشأن الإنساني أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أن السلطات السورية سمحت لها بالتوجه مع الهلال الأحمر السوري يوم الجمعة إلى حي بابا عمرو، لإيصال مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى. وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن "تلقت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الضوء الأخضر من السلطات لدخول بابا عمرو الجمعة، من أجل جلب المساعدات المطلوبة بشدة، ومنها الغذاء والدواء وإجراء عمليات إجلاء". وأضاف أن السلطات السورية أعطت اللجنة الدولية "مؤشرات إيجابية" فيما يتعلق بطلب المنظمة المقدم في ال21 فبراير/شباط الماضي، بشأن وقف يومي لإطلاق النار مدته ساعتان لتقديم الإغاثة للمدنيين. غليون: المكتب العسكري سيتولى توفير الدعم العسكري اللازم للمعارضة السورية (الجزيرة نت-أرشيف) من ناحية أخرى، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون -الخميس خلال مؤتمر صحفي بباريس- إنشاء مكتب استشاري عسكري لتنسيق عملية تسليح المعارضة السورية، وتوفير الدعم العسكري اللازم للجيش السوري الحر. وقال غليون "إن تسليح المعارضة لن يتم إلا عبر المجلس الوطني، ومن خلال مكتبه العسكري الاستشاري فقط, وذلك حتى لا تتحول عملية التسليح إلى خدمة أجندات سياسية أو طائفية". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير مكتب الإعلام في المجلس الوطني محمد السرميني قوله إن إنشاء المكتب "تم بالتنسيق مع الجيش السوري الحر". لكن هذا الأخير أعلن -على لسان قائده رياض الأسعد، في لقاء مع قناة الجزيرة- رفضه التعامل مع المكتب الاستشاري العسكري الذي أُعلن تأسيسه. وقال الأسعد "لم ننسق مع غليون بشأن تشكيل المكتب العسكري الاستشاري..، ولن نتعامل مع المكتب العسكري الاستشاري لأننا لا نعرف بالضبط أهدافه". وأضاف "إسترتيجيتنا العسكرية تتمثل في إسقاط النظام وتحرير سوريا من العصبة الحاكمة، لذلك فالواجب تسليح الجيش السوري الحر وتقويته".