شهدت اليوم ثلاث مدن تونسية هي "الرديف" من ولاية في محافظة قفصةجنوب و"غار الدماء" من ولاية جندوبة و" نفزة" من ولاية باجة في الشمال الغربي إضرابًا عامًا شلّ الحياة في هذه المدن، فيما تم إخلاء مقر محاظة باجة من موظفيها والمطالبة بإقالة والي محافظ جنوب البلاد. ففي مدينة "الرديف"، وبناء على دعوة الاتحاد المحلي للشغل لمساندة 42 عاملاً من عمال تابعين لوزارة الزراعة ينفذون منذ 9 كانون الثاني/يناير الحالي إضراب جوع للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية، توقفت كل المؤسسات التربوية والمرافق الإدارية المالية منها والخدماتية وكذلك مختلف دوائر شركة "فسفات قفصة" عن نشاطها بالكامل، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها باستثناء عدد محدود منها. وانعقد بالمناسبة تجمع شعبي أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل حضرته أعداد كبيرة من المواطنين طالب خلاله عدد من النقابيين الحكومة المؤقتة بالتعجيل بتسوية الوضعيات المهنية للمضربين عن الطعام وبالتعاطي الجدي مع مطالبهم ومع ملف التنمية في المنطقة. وعلى غرار "الرديف" شمل الإضراب في "غار الدماء "كل المؤسسات التربوية وعددا كبيرا من المؤسسات الإدارية والمحال التجارية، للمطالبة بتوفير الأمن. وجاء هذا الإضراب على خلفية موجة العنف والفوضى وحالة الانفلات الأمني التي عاشتها المدينة على امتداد نهاية الأسبوع الأخير. وكان الأمر نفسه بالنسبة إلى مدينة "نفزة"، حيث أغلقت المؤسسات الاقتصادية والعمومية والتربوية أبوابها، وذلك للمطالبة بشكل خاص بالتحاور مع مسؤولين في الحكومة حول برامج التنمية في معتمدية "نفزة"، التي تعاني البطالة والتهميش، بل عمد محتجون إلى قطع الطريق الرابطة بين "نفزة" ومدينة "طبرقة"، تعبيرا عن غضبهم من تواصل ما يصفونه ب"تهميش المنطقة وأهلها".