أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس الخميس أن الجزائر مستعدة للاعتراف بالسلطات الانتقالية الليبية عندما تشكل حكومة تمثيلية تراعي كل حساسيات المناطق في البلاد نافيا في تصريحات خص بها الإذاعة الفرنسية "أوروبا-1"، وجود "أي التباس" في موقف بلده من ليبيا. من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس أن الجزائر تبنت "موقفا ملتبسا" خلال النزاع في ليبيا وعبر عن أسفه لعدم اعتراف السلطات الجزائرية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقال جوبيه للإذاعة الخاصة "أر تي إل" قبل ساعات من المؤتمر الدولي حول مستقبل ليبيا أن "الجزائر تبنت في كل هذه القضية موقفا ملتبسا وهذا أقل ما يمكن أن يقال". وأكد مدلسي أن الجزائر التي تشهد علاقاتها توترا مع الثوار الليبيين والتي استقبلت عددا من أفراد عائلة معمر القذافي، لم تفكر إطلاقا في استقبال الزعيم الليبي نفسه، قائلا أن "فرضية أن يأتي القذافي ويدق بابنا (..) لم تطرح لدينا". وأفادت صحيفة الوطن الجزائرية في نسختها الإلكترونية أول أمس الأربعاء أن الزعيم الليبي معمر القذافي حاول التفاوض مع السلطات الجزائرية لدخول الجزائر عبر مدينة غدامس الليبية الحدودية حيث قالت الصحيفة انه موجود مع عائلته، وفقد أثر العقيد القذافي ومن تبقى من أابنائه منذ سقوط طرابلس في أيدي الثوار قبل أكثر من أسبوع. ويعرض الثوار الليبيون مكافاة مالية لمن يعثر على الزعيم الليبي. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت مصادر جزائرية رسمية أن الجزائر سترسل وزير الخارجية مراد مدلسي لتمثيلها في المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس، وقد جاء هذا الإعلان في بيان مقتضب لوزارة الخارجية نشرته وكالة الانباء الجزائرية. ويسود التوتر منذ فبراير علاقات الجزائر مع الثوار الليبيين الذين يتهمونها بدعم نظام معمر القذافي، ومن العوامل التي أدت ايضا الى توتير العلاقة بين الجزائر والثوار الليبيين تقاير افادت بدعم الجزائر لدخول مسلحين أفارقة للقتال الى جانب قوات القذافي، من بينهم رجال تابعين لجبهة البوليساريو.