قامت الدنيا ولم تقعد، عندما حاول القائمون على موقع الفايس بوك الشهير للتواصل الاجتماعي قبل عدة أيام أن يقوموا خلسة ً بتغيير الطريقة التي يتعاملون بها مع بيانات المستخدمين الشخصية – حيث كانوا يريدون إخطار مستخدميهم البالغ عددهم 175 مليون شخص بأن أي شيء سوف يقومون بنشره علي الشبكة الاجتماعية سوف تتحول لتصبح ملكية خاصة بالفايس بوك إلى الأبد – وهو ما أثار ردود فعل واسعة انحصرت ما بين مشاعر الغضب والضيق بين جموع المستخدمين حول العالم. وعلى الرغم من ذلك، أصيب مسؤولو الفايس بوك بحالة شديدة من الاندهاش والذهول من خلال الردود التي تلقوها على خلفية هذا الاختلاف، وبدا واضحًا أنهم عملوا دون قصد على صبغ الطريقة التي يديرون من خلالها الموقع بروح الديمقراطية، حيث سمحوا بشكل فاعل للمستخدمين أن يقولوا كلمتهم ويعبروا عن رأيهم في ما يتعلق بطبيعة القرارات الخاصة بالسياسة الإدارية والتشغيلية للموقع. من جانبه، أكد مارك زوكربيرغ – صاحب ومؤسس موقع فيس بوك – :” لقد قمنا بفتح الفايس بوك كي يتمكن المستخدمون من المشاركة المجدية في سياساتنا ومستقبلنا “. وقد أتت تلك الخطوة غير المسبوقة بعد أن قام مسؤولو الفيس بوك بتغيير اتفاق ترخيص المستخدم النهائي ( EULA ) بمنتهى الهدوء، للتأكد من الإبقاء على ملكية بيانات المستخدم إذا أصبح المستخدمون مستخدمين سابقين، ما أثار موجة غضب عارمة حول العالم. وبحسب ما ذكرته مجموعة من الخبراء، فإن التغييرات المنتظرة سوف تعني أن إنشاء المنتديات العامة الآن لمناقشة التغيرات التي تؤثر في الأعضاء. وإذا تم إدراج أكثر من سبعة آلاف تعليق على تلك المنتديات، فإن التغيرات سيتم وضعها لاحدي عمليات التصويت الخاصة بالعضوية. ومن خلال عمل حسبة مئوية بسيطة لعدد الأعضاء المنتسبين للفايس بوك بعد الدور الذي لعبته آراؤهم في التصدي لمبادرة مسؤولي الشبكة الخاصة باحتكار خصوصياتهم، يتضح أن الموقع ساهم بصورة غير مباشرة في إظهار نتيجة مهمة للغاية قد تكون قد غابت عن كثيرين، وهي أنه شكل ثالث أكبر كيان ديمقراطي في العالم بعد أن أثبتت الأصوات الديمقراطية وجودها بمنتهي الفاعلية في هذا المعترك الساخن.