انضم حزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض الى أحزاب في الائتلاف الحكومي، في مقدمها الاتحاد الاشتراكي، للمطالبة بإصلاحات سياسية ومؤسساتية. وجاء في بيان أصدره المكتب الوطني للحزب الذي شكّله الوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة أنه عهد إلى لجنة سياسية درس ملف الإصلاحات، بخاصة معاودة النظر في قوانين الانتخابات التي تتعلق باختيار نمط الاقتراع، وكذلك قانون الأحزاب. وفيما بررت أحزاب الائتلاف الحكومي دعوتها هذه بالتصدي لما يعرف في المغرب ب «ظاهرة الترحال السياسي» التي تطاول تغيير المرشحين الفائزين انتساباتهم الحزبية، رأى حزب «الأصالة والمعاصرة» أن الأمر يتعلق بإقامة مؤسسات تكفل تطوير الممارسات الديموقراطية. غير أن تزامن الإعلان عن هذا القرار مع الجدل الذي أثير حول تصريح رئيس الوزراء عباس الفاسي أمام البرلمان والذي انتقده حزب «الأصالة والمعاصرة» في شدة، يشير الى رهان الحزب الأخير على استحقاقات 2012، ما يُبعد خيار إطاحة الحكومة في الوقت الراهن عبر آليات سحب الثقة التي يضمنها الدستور المعدل لعام 1996. إلى ذلك، ذكرت مصادر «الأصالة والمعاصرة» أن الحزب سيواصل مشاورات مع فاعليات سياسية بهدف «بلورة تصورات مشتركة في الإصلاحات السياسية والمؤسساتية». ولا يُعرف إن كانت المشاورات ستشمل «العدالة والتنمية» الإسلامي الذي يُعتبر من أشد خصوم حزب «الأصالة»، بخاصة وقد وصف المشاورات بأنها تخص الأحزاب المنخرطة في «المشروع الديموقراطي الحداثي»، على حد تعبيره. ويأتي ذلك في وقت تحاول أحزاب يسارية صغيرة تشكيل قطب يساري. وقال الأمين العام للحزب العمالي المغربي عبدالكريم بن عتيق إنه ماض في دعوته من أجل «تحقيق وحدة الأحزاب اليسارية»، في إشارة الى لجنة عمل تضم الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديموقراطية والحزب الاشتراكي شرعت في مشاورات لهذه الغاية. ولاحظت المصادر أن هناك جهوداً لترتيب مواقع الفاعليات السياسية على إيقاع استحقاقات 2012، وإن كانت الصورة النهائية لهذه التحالفات لم تتبلور بعد في أقطاب واضحة المعالم. كما أن المركزيات النقابية التي كان لها الدور البارز في تحقيق تحالفات بين فصائل المعارضة السابقة قبل انتقالها الى الواجهة الحكومية، لا تكاد تستقر على مواقف محددة. وفي هذا السياق هاجم عمدة مدينة فاس، رئيس الاتحاد العام للعمال القريب الى الاستقلال الذي يتزعمه رئيس الوزراء عباس الفاسي، في شدة حزب «الأصالة والمعاصرة»، ووصفه حميد شباط بأنه «بلا مرجعية»، ما يشير إلى اتساع الهوة بين الاستقلال والحزب الجديد، وإن كانت مصادر حزبية أكدت أن شباط «لا يتحدث بلسان الاستقلال» في هذه القضية تحديداً، على رغم أنه عضو في اللجنة التنفيذية للحزب. على صعيد آخر، ترددت أنباء في الرباط عن احتمال تعيين وزير خارجية إسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس سفيراً لبلاده في المغرب، خلفاً للويس بلاناس الذي انتهت مهمته في الرباط. وفي حال التصديق على التعيين فإن ذلك يشكل تطوراً إيجابياً في مسار العلاقات المغربية – الإسبانية.