تعرض مستشار ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية بمدينة وجدة لما أسماه «محاولة قتل» بواسطة سيارة بالقرب من منزله بفيلاج الطوبة صباح أمس الخميس. واعترف المحامي محمد بلكايد، الذي فاز في انتخابات 12 يونيو الأخير بمقعد ببلدية وجدة، في اتصال مع «المساء»، بأن سيارة من نوع «رونو 18» رمادية اللون صدمته وأصابته في ظهره إصابة كاد يلقى حتفه على إثرها، في الوقت الذي كان يهم فيه بالدخول إلى منزله. وشرح بلكايد، الذي كان يتكلم بصعوبة إلى «المساء» من داخل المستشفى بوجدة، أن حادثة الأمس سبقتها عملية مراقبة دقيقة لتحركاته كان يقوم بها أفراد مجهولون يركبون سيارة «لوغان» طيلة أول أمس الأربعاء. وعلمت «المساء» بأن الشرطة حضرت واستمعت إلى مستشار الحزب المعارض، حيث اتهم «مجهولين» بمحاولة دهسه عمدا بالسيارة. وأكد النائب البرلماني عن حزب «العدالة والتنمية» عبد العزيز أفتاتي أن الحادثة جاءت في سياق محاولة نسف الأغلبية التي يتمتع بها حزبه على بعد ساعات قليلة من الحسم في تشكيلة المجلس البلدي على الساعة الخامسة من مساء اليوم الجمعة 3 يوليوز. وشرح أفتاتي، في اتصال مع «المساء»، أن المحامي بلكايد تعرض لمساومة من طرف محامية زميلة في محاولة لاستقطابه لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة في الليلة التي سبقت محاولة الاعتداء عليه، حيث رفض مغادرة حزبه الذي يشغل فيه منصب عضو بالكتابة الإقليمية. وقد جاء ذلك متزامنا مع لقاءات عقدتها قيادات كل من أحزاب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية خلال الأيام القليلة الماضية، كان آخرها لقاء جمع محمد الشيخ بيد الله مع 23 مستشارا بمنزل وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة لخضر حدوش قبل يومين. وراجت أنباء غير مؤكدة تشير إلى أن بيد الله حاول الخروج من مأزق انتخاب رئيس المجلس البلدي اليوم الجمعة حيث يستمر الصراع بين حدوش ووكيل لائحة الاستقلال عمر احجيرة. واتصلت «المساء» صباح أمس بعمر احجيرة لمعرفة موقفه، غير أن هاتفه ظل يرن دون رد. ومن المنتظر أن تجرى عملية انتخاب الرئيس مساء اليوم حيث يسعى تحالف حزب الهمة والاستقلال لكسر شوكة التحالف الذي يقود «العدالة والتنمية» مع مستشارين من حزب الحركة الشعبية، في الوقت الذي يؤكد فيه أفتاتي أن تحالف حزبه صامد وسينهي «هذه المسرحية اليوم الجمعة « على حد قوله. يأتي ذلك متزامنا مع الزيارة التي يقوم بها ملك البلاد محمد السادس للمنطقة حيث دشن عدة مشاريع في مقدمتها الخط السككي الرابط بين الناظورووجدة، وهو الخط الذي بث الفرحة وسط سكان المدن الشرقية لكونه سيحل كثيرا من مشاكل التنقل بالنسبة لهم. وكان حزب عبد الإله بنكيران بمدينة وجدة قد طالب بالكشف عن مصير اثنين من مستشاريه أعلنا عن انضمامها للحزب بعيد انتخابات 12 يونيو الأخير، قادمين إليه من حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أكد أن كلا من سعيد الشاوي وحسن بنعمر اختفيا عن الأنظار منذ يوم السبت الماضي ولم يظهر لهما أثر. ويتخوف حزب العدالة والتنمية من أن يكون هذا الاختفاء «متعمدا» لإفقاد تحالفه أغلبيته للتأثير على نتيجة تشكيل المجلس البلدي. وبدأ المشكل يوم 25 يونيو الجاري عندما رفعت السلطة جلسة انتخاب رئيس بلدية وجدة بدعوى «عدم اكتمال النصاب القانوني»، وهو ما دفع تحالف العدالة والتنمية والحركة الشعبية للاحتجاج. وما زاد من سخونة الحدث هو اتهام العدالة والتنمية بخطف 12 مستشارا للتأثير على نتيجة التصويت، في وقت نفى فيه هؤلاء أمام الضابطة القضائية ما راج عن اختطافهم، واتهم بعضهم أجهزة أمنية بالضغط عليهم لتكسير تحالفهم مع حزب عبد الإله بنكيران. واحتل العدالة والتنمية المرتبة الأولى في انتخابات 12 يونيو ب 21 مقعدا، متبوعا بحزب الحركة الشعبية الذي حصد 14 مقعدا، والاستقلال الذي فاز ب13 مقعدا، بينما فاز حزب الأصالة والمعاصرة ب16 مقعدا.