تعيش الأطر الطبية بمدينة طنجة، حالة صدمة كبيرة، بعد ظهور نتائج التحليلات المخبرية لأبناء فاعل جمعوي ورئيس جمعية لآباء وأولياء التلاميذ بإحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة، وافته المنية الأسبوع الماضي، بسبب كورونا، وتأكدت إصابة زوجته وأبنائه الثمانية. وأفادت مصادر محلية، أن الواقعة جرت في حي بني ورياغل بمقاطعة بني مكادة بطنجة، وأن بيت الراحل استقبل عدد كبيرا من أهله وأصدقائه خلال نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى اشتباه إصابة جيرانه بفيروس كورونا المستجد، بعد أن ظهرت عليهم أعراضه، بعدما حذر فاعلون مما قد يتسبب فيه الاختلاط. بدورها "المساء" تحدثت عن جنازة الفاعل الجمعوي، وكيف تسببت في إشعال شرارة "كوفيد-19" بمدينة البوغاز. وأكدت أن العشرات ممن تقاطروا على منزل المتوفى، من أجل تقديم العزاء إلى زوجته وأبنائه، غادروا حي "بير الشفا" مصابين بالعدوى كي يعملوا على نقلها، بدورهم، صوب أحيائهم ومنازلهم. الصحيفة شددت على أن مصادر طبية عابت على عناصر السلطة المحلية تقصيرها في مراقبة منزل الهالك ومنع الزيارات عنه، وحصر المخالطين ثم فرض العزلة عليهم قبل نشر المرض. وقال مصدر طبي مسؤول، في تصريح ل"المساء"، إن ما جرى يعود إلى التراخي في المراقبة وتقييد التحركات؛ ما أدى إلى تناسل كورونا في مناطق معروفة بكثافتها السكانية الكبيرة. كما أرجع المتحدث هذه التطورات الخطيرة، بالأساس، إلى تهور عدد من المخالطين المطالبين بالبقاء في العزل المنزلي لفترة معينة، حتى تثبت التحاليل خلو أبدانهم من المرض؛ لكنهم أصروا على التواجد في الشوارع. ممثل للسلطة المحلية قال لليومية، دون الإفصاح عن هويته، إن الجهة التي يمثلها حريصة على إعداد لوائح المخالطين منذ بداية تفشي الوباء، وتراقبهم مع تتبع التزامهم وفق خطة محكمة. وزاد المسؤول نفسه أن العناصر كلها، خاصة أعوان السلطة والمنتمين إلى جهاز القوات المساعدة، يقومون بأدوارهم في مراقبة المخالطين دون التخلي عن باقي المهام الحيوية الأخرى.