وسط المأساة التي يعيشونها جراء التفشي الكبير لوباء كورونا المستجد ببلادهم، كان على الإسبان أن يواجهوا أمس الخميس صدمة جديدة كشفت عنها وزارة الصحة، والتي أكدت أن مجموعة من المعدات التي اقتنتها من الصين من أجل دعم ترسانتها الطبية لمواجهة الفيروس، كانت رديئة وغير صالحة للاستعمال، وخاصة أجهزة الاختبار السريع المعول عليها لتخفيف الضغط على المختبرات، ما يطرح علامات استفهام حول إمكانية حدوث نفس الشيء بالمغرب الذي توصل بمعدات مماثلة. وأعلنت مديرية الطوارئ الصحية الإسبانية، رسميا، خلال مؤتمر صحفي، أن أخبار توصل إسبانيا بشحنة رديئة من أجهزة الاختبار السريع للمرضى المحتملين بفيروس كورونا المستجد “صحيحة”، موضحة أن الأمر يتعلق بمعدات لا تتجاوز نسبة دقة نتائجها 30 في المائة ما يجعلها غير صالحة للاستعمال، وأضافت أن السلطات ستعمل على إعادة هذه الشحنة إلى الصين. وأوضح فيرناندو سيمون، مدير مديرية الطوارئ بوزارة الصحة الإسبانية، أن الأمر يتعلق بشحنة أجهزة الفحص التي كانت ضمن المعدات التي استوردتها حكومة بلاده من الصين، في إطار صفقة تضمنت أجهزة ومعدات أخرى بلغت كلفتها الإجمالية 432 مليون أورو، مضيفا أن مصدر تلك الآليات شركةٌ للتكنولوجيا تسمى “بيو إيزي”، والتي اتضح أنها لم تحصل على ترخيص من الحكومة الصينية لتسويق المنتج المذكور. ويتزامن هذا المستجد مع إعلان وسائل إعلام صينية عن توصل المغرب بشحنة من المعدات على شكل هبة من جمهورية الصين الشعبية لمساعدة المملكة في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، موردة أن الطائرة التي حطت بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم الاثنين الماضي لهذا الغرض كانت تضم 5000 جهاز لكشف الفيروس، بالإضافة إلى 15 ألف زوج من القفازات و20 ألف كمامة و2000 بدلة واقية. ويبدو احتمال تعرض المغرب ل”خديعة” مماثلة لتلك التي كانت جارته الإسبانية ضحية لها أمرا مستبعدا، وذلك استنادا إلى كون مصدر المعدات هو مقاطعة غويتشو بتمويل من الحكومة الصينية، وهي عبارة عن شحنة مساعدات لا صفقة تجارية، علما أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج كانت قد شكرت الصين على هذه الخطوة وفق المصادر ذاتها.