، وفي التفاصيل أظهرت الجزائر خلال الأشهر الأخيرة اتباعها منهجية واضحة مع المغرب أصبحت في كثير أحيان تشبه طريقة العصا والجزرة، حيث أنها تحاول، مع اقتراب اجتماع مجلس الأمن المخصص لتجديد بعثة المينورسو، اتهام المغرب باستهداف مدنيين في الصحراء المغربية كما وقع أواخر العام الفارط. ويبدو أن قصر المرادية بالعاصمة الجزائر، صدم من واقع تطور الموقف الإسباني بشأن الصحراء ونجاح زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للمغرب، من جهة، وقرار مجلس الأمن التحدث بشكل مباشر في اجتماعه المقبل بشأن نزاع الصحراء مبادرة الحكم الذاتي المغربية بعد الإشادة بها مؤخرا من دول ذات نفوذ عالمي واسع، تكتب "فبراير.كوم". وبالإضافة إلى الخطب اللاذعة المعتادة ضد المغرب، تعيد وزارة الخارجية الجزائرية إحياء لغتها الحربية بإعلانها أن مثل هذه الهجمات تشكل "مخاطر جسيمة من الانجرافات الإقليمية الخطيرة المحتملة". واتهمت النظام الجزائري بشكل رسمي أمس الثلاثاء، المغرب بتنفيذ "اغتيالات مستهدفة" عبر "أسلحة متطورة" خلفت ثلاثة قتلى، حسب قولها، معتمدة فقط على أنباء صحفية عن هجوم مغربي مميت على حدود المغرب مع موريتانيا. وبحسب وسائل إعلام مرتبطة بجبهة البوليساريو التي أعلنت هذه المنطقة منطقة حرب بعد أن انتهكت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 1991 برعاية الأممالمتحدة، نقلت وكالة فرانس برس أن هجومًا جويًا منسوبًا إلى المغرب استهدف الأحد، شاحنات بالقرب من الحدود بين موريتانيا والمغرب، أسفر عن مقتل ثلاثة لم تحدد جنسياتهم. خرجت موريتانيا، للحديث رسميا عن قضية القصف، وعن سقوط مواطنين لها، حيث قالت إنه خارج حدودها، مشددة على أنها ليست مستهدفة به. وأكد الوزير الناطق باسم الحكومة محمد ماء العينين ولد أييه خلال مؤتمر صحفي ظهر اليوم مقتل مواطنين موريتانيين خلال الحادث، مردفا أن الحكومة تترحم عليهم، وتتقدم بالتعزية لأسرهم. القصف الذي وقع يوم الأحد الماضي، كان خارج الأراضي الموريتانية حسب الوزير، كما أن موريتانيا ليست مستهدفة به. لافتا إلى أنه لو كان فيه ما يستدعي إصدار بيان من وزارة الخارجية لأصدرته. وكانت وزارة الخارجية الجزائرية، قد وجهت الثلاثاء، اتهامات للمغرب بتنفيذ "عمليات اغتيال" ل"مدنيين"، دون أن تحدد المنطقة التي شهدت ذلك، في وقت لم يصدر أي بيان من الرباط. وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها النظام الجزائري المغرب بقصف مماثل، حيث قالت في، نونبر 2021، إن ثلاثة جزائريين قتلوا في قصف نسبته إلى المغرب، واستهدف شاحنات تقوم برحلات بين موريتانياوالجزائر، في حين علق مصدر مغربي لوكالة فرانس برس وقتها، مؤكدا أن المملكة "لن تنجر" إلى حرب مع جارتها الشرقية، مدينا ما وصفه ب"اتهامات مجانية" ضد المملكة، مؤكدا أن المغرب "لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات". وأضاف مشددا، "إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة".