تعتزم إسبانيا، خلال الأيام المقبلة، رفع وتيرة وجودها العسكري في كل من سبتة ومليلية، وذلك من خلال بناء وحدات جديدة بالمدينتين المحتلتين، وتحسين القدرات التدريبية للجنود هناك. وقالت الصحيفة الإسبانية "إي سي دي كونفيدونسيال"، الاثنين، إن "وحدات الجيش المتمركزة في سبتة ومليلية ستشهد تحسين قدراتها التدريبية في المدينتين، وسيكون لدى الجيش الإسباني مساحات جديدة مخصصة للتدريبات، مما سيجنبهم بعض عمليات النقل التي يقومون بها بشكل دوري إلى مراكز التدريب في شبه الجزيرة". وأضافت المصادر ذاتها، أنها "علمت أن العديد من المناقصات العامة التي افتتحتها القيادة العامة لمدينة سبتةالمحتلة مؤخرًا تشير إلى هذا الاتجاه، من أجل التعاقد على تنفيذ الأعمال في المنشآت العسكرية في المدينة". واعتبرت "إي سي دي كونفيدونسيال"، أن "أي تحركات للقوات المسلحة مرتبطة بسبتة ومليلية لها أهمية خاصة"، وأن"اعتبار المغرب هذه المدن ضمن المناطق المحتلة من ترابه، يعني ضمنيا أن الوجود العسكري الإسباني أو المغربي الأكبر أو الأصغر على جانبي الحدود يُنظر إليه بعدسة مكبرة". ولفتت، أن المغرب، لسنوات استثمر الكثير من الأموال في سبيل الحصول على بعض من أحدث أنظمة الأسلحة لتجهيز قدرات قواته البرية والبحرية والجوية. يأتي ذلك، بعدما حرص المغرب على إيصال رسالة واضحة إلى إسبانيا، فحواها أن الدينامية الثابتة والإيجابية التي تعرفها العلاقات بين الرباطومدريد، لن تجعله يتخلَّى في أي مرحلة عن إعلانه أن سبتة ومليلية محتلتان ومجتزأتان من التراب المغربي، وأنه يرفض الاعتراف ب"الأمر الواقع" لصالح إسبانيا. مناسبة الحديث عن القضية، برزت في نهاية سنة 2020، عندما عادت قضية سبتة ومليلية المحتلتين، إلى واجهة الأحداث، إثر مقابلة تلفزيونية خصها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني لإحدى القنوات العربية، جاء فيها "بأن ملف سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يفتح فيها النقاش بعد قضية الصحراء المغربية "لكن الجمود هو سيد الموقف حاليا". واستدعت الحكومة الإسبانية، حينها كريمة بنيعيش بصفة "طارئة"، بعد تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ولم تتردد سفيرة المغرب في مدريد، في التأكيد أن موقف المغرب بشأن سبتة ومليلية لم يتغير، وذلك في لقائها بوزيرة الخارجية الإسبانية. (المصدر: الأيام 24)