يبدو أن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، أكثر حصانة ما يتوقعه البعض، ضد ما يحيط به من أزمات متتالية، فبعد واقعة سفره عبر طائرة المنتخب الوطني لكرة القدم المتوجهة إلى الكوت ديفوار، دون صفة رسمية، وما خلفه ذلك من استياء لدى كثيرين، اعتبروا السلوك «استغلالا للنفوذ وتمييزا سلبيا»، وتقديم المحامي، إسحاق شارية، طلب فتح تحقيق لدى الوكيل العام للملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، حول تصريحات أدلى بها يتهم من خلالها العماري ب«التآمر على الملك، وتأجيج الاحتجاجات في الريف»، لم تستمع النيابة العامة إلى اليوم إلى إلياس، الذي قضى الأسبوع الماضي في العاصمة الصينية بيكين، مشاركا في مؤتمر الحوار الأول للحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب العالمية، حيث ألقى كلمة بالمناسبة استحضر عبرها الفكر الماركسي من خلال ثنائه على «النظرة الاستشرافية الثاقبة لكارل ماركس، التي أوحت إليه بالكلام عن نمط الإنتاج الآسيوي، المختلف عن أنماط الإنتاج الأخرى»، ومقارنة ذلك بنهج «البام» الذي اعتبره الرجل «مثالا ملموسا لتجربة سياسية في المغرب، يمكن اعتبارها تجربة في التحرر من النموذج النمطي المغلق الذي يمكن حشره في هذه الزاوية أو تلك». زيارة إلياس ليست الأولى، لكنها تأتي بعد أقل من خمسة أشهر من زيارة أخرى للصين في ال29 من غشت الماضي، من أجل ما سوق أنه بحث لفرص الاستثمار بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، كما أنها تشكل حلقة أخرى في مسار تولية قائد «البام» وجهه شطر الصين في عز الأزمات التي تلاحقه، من خلال حوارات صحافية أو زيارات ميدانية.