معلومة ثمينة من المخابرات الداخلية المغربية، بتنسيق مع مجموعات من الاستخبارات الدولية الصديقة، تقود إلى تفكيك منظمة إجرامية عابرات للقارات، متخصصة في تهريب الكوكايين والحشيش وتبييض الأموال، تتخذ من إسبانيا والمغرب مركزا لها، ويتزعمها إسباني من فنزويلا، وإلى حجز 4 أطنان من الكوكايين وكميات من الحشيش، واعتقال 40 مهربا مشتبها فيهم، من بينهم مغاربة، علاوة على حجز مبالغ مالية ضخمة وعربات وقوارب. هذا ما كشفه بلاغ للحرس المدني الإسباني، يومه الجمعة، تتوفر " اليوم 24″ على نسخة منه. المصدر ذاته أوضح أن تحقيقات شارك فيها الحرس المدني الإسباني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي (DGST)، ووكالة تطبيق القانون الأوروبية (يوروبول)، ووحدة التعاون القضائي التابعة للاتحاد الأوروبي، والشرطة الاتحادية الأمريكية، والشرطة الألمانية، والأمن الإيطالي، قادت إلى اعتقال 40 شخصا مشتبها فيهم، من بينهم نساء، ينتمون إلى منظمة دولية لتهريب المخدرات وتبييض الأموال، حيث تم حجز لديها 4 أطنان من الكوكايين و105 كيلوغرام من الحشيش، و18 عربة، و3 قوارب، و13 مليار سنتيم نقدا. وأردف أن أفراد الشبكة ينحدرون من إسبانيا والمغرب وبريطانيا. المنظمة قسمت الأدوار بين أفرادها في إطار شبكات تنشط في فروع لها بإقليم الباسك والجنوب الإسباني ومليلية والمغرب، وألمانياوأمريكا الجنوبية، إلى جانب أن زعيمها هو مواطن إسباني يقود المنظمة من فنزويلا، كما أن مساعدا له يلعب دور "جابي أموال" المنظمة، من أجل إرسالها نقدا في رحلات جوية إلى فنزويلا. وينشط الجابي بين مدينتي فرانكفورت الألمانية ومليلية المحتلة، حيث يقوم بتبييض الأموال. البلاغ الإسباني أشار إلى أن تفكيك المنظمة راجع بشكل كبير إلى معلومات قدمتها المخابرات المغربية بخصوص "جابي الأموال" لشركائها الغربيين، ما قاد إلى اعتقاله في ألمانيا. المغاربة تمكنوا من تحديد هوية الجابي بعد اعتقال أفراد ينتمون إلى الشبكة في المملكة. هكذا تم، في المغرب، حجز 2580 كيلوغراما من الكوكايين، و18 عربة، و3 قوارب؛ فيما تم في إسبانيا حجز 1270 كيلوغراما من الكوكايين، و13 مليار سنتيم نقدا، علاوة على العديد من العقارات المملوكة لدى المنظمة. ووفقا للمحققين الإسبان، فإن أربعة أطنان من الكوكايين المحجوزة تبلغ قيمتها في إسبانيا أكثر من 103 مليار سنتيم. تحقيقات المخابرات الداخلية المغربية ونظيراتها الغربية بدأت سنة 2016، عندما تم اكتشاف وجود أشخاص يتعاطون التهريب الدولي للمخدرات على متن قوارب الترفيه، بالضبط عندما تم حجز أحد هذه القوارب محملا ب400 كيلوغرام من الكوكايين في عرض السواحل الإسبانية، قادما من دولة فنزويلا، ومتوجها صوب ميناء "ديانا" بقاديس الإسبانية. كما أن بعض زعماء المنظمة ينتقلون من أمريكا الجنوبية إلى شمال المغرب (مليلية) وإسبانيا، لإتمام مهام بعينها، منها تحصيل الأرباح من أجل نقلها نقدا إلى فنزويلا. ومن أجل تمويه رجال الأمن، أنشأت المنظمة ما يشبه مقاولة للاتجار في الأثاث الخشبية، إذ تعمل على تهريب ورقات نقدية من 200 إلى 500 أورو في تجويفات محدثة داخل هذه الأثاث. ويبرز البلاغ أنه في إحدى المناسبات، تم حجز 8 ملايير سنتيم داخل أثاث في ميناء فالينسيا، علاوة على 4 ملايير سنتيم في طائرة تقلع من مطاري مالقة ومليلية صوب فنزويلا.