حملت شبيبة العدالة والتنمية الدولة المغربية مسؤولية اعتقال ومحاكمة عدد من شبابها المضربين عن الطعام في سجن سلا 1 بتهمة الإشادة والتحريض على أعمال إرهابية، بعدما اعتقلوا بتهمة الإشادة بمقتل السفير الروسي في تركيا. محمد أمكراز عضو اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية وأحد أعضاء هيأة دفاع المعتقلين، اعتبر في ندوة صحفية نظمتها شبيبة المصباح مساء أمس الإثنين بالرباط، وحضرها بعض أفراد عائلات المتابعين "إن محاكمة شباب العدالة والتنمية سياسية، ولا علاقة لها بالقضاء والقانون"، مضيفا أن "السياق الذي اعتقلوا فيه وزج بهم في السجن معروف"، في إشارة إلى تزامن اعتقالهم مع أشهر "البلوكاج" الحكومي.
وأوضح أمكراز أن المتهمين لم يكتبوا تدوينات تشيد بمقتل السفير الروسي في تركيا، بل إنهم شاركوها من صفحات أخرى، وقاموا بحذفها في الحين، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول عدم اعتقال الفاعلين الأصليين. أمكراز، اعتبر أن جريمة مقتل السفير الروسي ليست جريمة إرهابية، ولا ينطبق عليها تعريف المشرع المغربي للإرهاب، كما أن تركيا غير معنية بالاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، مضيفا أن القضاء يحكم باليقين وليس بالشك، وأن الشك يفسر لصالح المتهم، وهو ما لم يتم احترامه في هذه القضية".
واستغرب أمكراز متابعة شباب البجيدي بتهمة التحريض على أعمال إرهابية، في الوقت الذي تحدث بلاغ وزارة العدل ووزارة الداخلية عن الإشادة فقط، متسائلا عن الأسباب التي جعلت النيابة العامة تقوم بهذا التكييف دون التقيد بتصريحات رئيسها.
وتابع أمكراز "إذا كان هؤلاء الشباب إرهابيون فلماذا وضعوا مع سجناء الحق العام في سجن سلا 1، ولم يوضعوا في سجن سلا 2 المخصص للمتابعين في قضايا الإرهاب"؟ وناشد أمكراز معتقلي الشبيبة بإيقاف إضرابهم المفتوح عن الطعام، وقال "إن الإضراب عن الطعام معركة قاسية جدا، وأن أرواح الشباب أصبحت في خطر"، محملا الدولة المغربية مسؤولية وضعيتهم.
في السياق، حمل محمد شطيبات، أب أحمد شطيبات ابن مدينة طنجة وأحد معتقلي شبيبة العدالة والتنمية وزير العدل والحريات السابق، مصطفى الرميد جزء من مسؤولية اعتقال ابنه ورفاقه، وقال "إن حديث وزير العدل عن كون النيابة العامة دأبت على المتابعة بقانون الإرهاب وليس قانون الصحافة كان ضد ما كنا نأمل"، قبل أن يتساءل "واش هاد النيابة العامة تتخير في القوانين، واش معندهاش رئيس".
شطيبات، قال إنه"لا ينتمي لحزب العدالة والتنمية، لكنه متأكد أن ابنه ورفاقه كانوا ضحايا عملية "البلوكاج" الحكومي، وأن المستهدف كان هو حزب العدالة والتنمية"، "لذلك دعوت الشباب إلى الهدوء، وعدم التصعيد في الوقفات والمسيرات، إلا أن السيل قد بلغ الزبى الآن، وأصبح الشباب في خطر، بعدما أضربوا عن الطعام، وفشلت عائلاتهم في إقناعهم".
أب شطيبات، ناشد في ختام كلمته، الملك محمد السادس بالتدخل من أجل إنصاف ابنه ورفاقه، داعيا في الآن نفسه الجمعيات الحقوقية إلى مناصرتهم والتعريف بقضيتهم، باعتبارهم أبرياء ولا يمتون للإرهاب بصلة"، على حد قوله