لم يحل تراجع أسعار المكالمات الهاتفية دون تحقيق «اتصالات المغرب» أول فاعل في القطاع بالمغرب، لأرباح مهمة السنة الماضية.. إذ كسبت الشركة العملاقة أكثر من نصف مليار سنتيم. للسنة الثانية على التوالي تتراجع أرباح «اتصالات المغرب»، هذه المرة تحت تأثير التراجع الكبير لأسعار المكالمات في المغرب، والتي ساهمت في خفض أرباح الفاعل الاتصالاتي الأول في المغرب بنسبة 17.4 في المئة لتستقر قيمتها في حدود 5.54 مليار درهم مقارنة مع 6.7 مليار درهم سنة 2012. وكان من المنتظر أن ترتفع هذه الأرباح إلى نحو 6.4 مليار درهم، يسجل عبد السلام أحيزون، رئيس المجلس المديري ل «اتصالات المغرب»، «لولا المراجعة الضريبية التي خضعت لها المجموعة، والتي دفعت بموجب اتفاق مع إدارة الضرائب لغلاف مالي بقيمة 1.5 مليار درهم». تراجع أرباح المجموعة، امتد أيضا إلى رقم معاملاتها، حيث انخفضت خلال السنة الماضية بنسبة قاربت 4.3 في المئة لينتقل من 29.8 مليار درهم سنة 2012 إلى 28.5 مليار درهم متم السنة الماضية، متأثرا، يضيف أحيزون، خلال لقاء إعلامي أمس الخميس بالرباط، خصص لعرض النتائج المالية للمجموعة، «بتراجع رقم معاملات المجموعة في المغرب بنسبة 8.1 في المئة، نتيجة استفادة زبناء المجموعة من تخفيضات مهمة على أسعار مكالمات الهاتف المحمول، وخفض أسعار وصلت نسبتها إلى 27 في المئة مع متم السنة، إلى جانب خفض أسعار الربط البيني، وهو ما استدرك بالنمو الكبير لموارد المجموعة على الصعيد الدولي، والتي قاربت نسبته 9.5 في المئة». لكن تراجع النتائج المالية للمجموعة لم يمنعها، يقول أحيزون، «من رفع مستوى ربحيتها، إذ ارتفع هامش نتيجة الاستغلال بالمجموعة ب 0.8 نقطة إلى 56.8 في المئة، مستفيدة من التحكم الجيد في التكاليف والنتائج الجيدة للفروع الإفريقية»، وانعكس هذا الوضع على حظيرة زبناء المجموعة، التي زادت خلال السنة الماضية بنسبة 13.3 في المئة، ليصل تعداد زبناء المجموعة إلى 37.2 مليون مشترك مقارنة مع 32.8 مليون زبون سنة قبل ذلك. ومرد ذلك بالأساس إلى ارتفاع حظيرة زبناء المحمول بنسبة 13.5 في المئة، والهاتف الثابت بنسبة 5 في المئة، والإنترنت بنسبة 20.4 في المئة. في المقابل، يُعزى تراجع رقم معاملات المجموعة بالمغرب، إلى انخفاض معاملات أنشطة الهاتف المحمول بنسبة 10.1 في المئة إلى 15.7 مليار درهم، التي لم تتمكن من استيعاب تراجع أسعار المكالمات، رغم ارتفاع مستوى حجم المكالمات الصادرة بنسبة 19.4 في المئة، وحظيرة زبناء هذا النوع من الخدمة بنسبة 1.9 في المئة إلى 17.8 مليون مشترك. من جانبها، عادت أنشطة الهاتف الثابت والإنترنت خلال السنة الماضية إلى تحقيق النتائج الإيجابية بالمغرب، حيث ارتفعت معاملاتها بنسبة 10.8 في المئة إلى 7.3 مليار درهم، بسبب ارتفاع حجم الربط بهذه الخدمة، الأمر الذي ساهم في رفع حظيرة زبناء الهاتف الثابت التابع لاتصالات المغرب بنسبة 8.7 في المئة إلى 1.3 مليون اشتراك بدل 1.2 مليون ربط سنة 2012، كما استفاد نشاط هذا الفرع، يضيف أحيزون، «من خفض أسعار المكالمات وإغناء العروض، والنجاح الكبير لخدمة الإنترنت ذي الصبيب العالي، والتي حافظت على وتيرة نموها الكبيرة لتصل إلى 22.6 في المئة مقارنة مع سنة 2012». خدمة الإنترنت ذي الصبيب العالي، استحوذت على حيز كبير من كلمة أحيزون خلال عرضه النتائج المالية للمجموعة، في ظل النزاع الدائر بين الفاعلين الاتصالاتيين حول تقاسم البنى التحتية الخاصة بهذه الخدمة. وفي هذا الصدد، أكد أحيزون، «أن اتصالات المغرب ليست ضد «التقسيم الحلقي» (dégroupage)، بل مع هذا التوجه، لكن وفق شروط موضوعية ومنصفة»، مشيرا إلى أن «اتصالات المغرب تتوفر منذ سنة 2008 على عرض تقني وسعري في هذا الباب، يتم تحيينه كل سنة وفق مستجدات القطاع»، مؤكدا «أن الفاعلين الآخرين، لا يرغبان في الاستثمار في هذه الخدمة، وذلك لسبب بسيط وهو ضعف المردودية بهذه الخدمة بالنسبة إليهم». إلى ذلك، ضخت معاملات «اتصالات المغرب» بفروعها الإفريقية معاملات بقيمة 7.7 مليار درهم مقارنة مع 7 ملايير درهم سنة قبل ذلك، مستفيدة من نمو معاملات فرعها بموريتانيا «موريتل» بنسبة قاربت 9.4 في المئة إلى 1.4 مليار درهم، وبوركينافاصو بنسبة 6.4 في المئة، والغابون بنسبة 13.9 في المئة، ومالي بنيبة 9.1 في المئة، لتساهم مجتمعة في حدود 27 في المئة من رقم معاملات مجموعة اتصالات المغرب سنة 2013 بدل 24 في المئة سنة 2012.