قضت غرفة الجنايات، المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب في محكمة الاستئناف في ملحقة سلا، مساء أمس الخميس، بإدانة أحمد كري، ابن مدينة آسفي، الشهير ب"البودكاستر حمودة" بسنتين حبسا نافذة بعد متابعته بالإشادة، والتحريض على ارتكاب أفعال إرهابية، نتيجة قيامه بنشر صورة تتعلق بمقتل السفير الروسي في تركيا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مرفوقة بتعليق يصف الشرطي، الذي قتل السفير التركي بالبطل. وأوضح عبد الصادق البوشتاوي، محامي "حمودة" في اتصال مع موقع "اليوم 24″، أن موكله أكد في مختلف مراحل التحقيق أنه شارك الصورة مذيلة بتعليق من صفحة "رصد المغربية" دون زيادة أو نقصان، بل إنه لم يكن يدرك خطورة ما تتضمنه، كما أن مستواه التعليمي لا يسمح له بكتابة تلك العبارة، التي تمجد مقتل السفير الروسي، وتصف قاتله بالبطل. وأضاف البوشتاوي "موكلي أكد أنه لا علاقة له بالتدوينة، والتهم، التي توبع من أجلها، وأجهش بالبكاء أمام القاضي، إلا أن ذلك لم يشفع له، وأدين بسنتين حبسا نافذة"، مبرزا أنهم سيستأنفون الحكم. وكشف محامي "حمودة" أن موكله تم اعتقاله للمرة الأولى بسبب اعتصامه أمام عمالة آسفي ضد تعرضه لبعض الضغوط، التي مورست ضده من أجل إجباره على التوقف عن نشر بعض الفيديوهات، التي كان يفضح فيها تورط مسؤولين في الفساد بآسفي، قبل أن يفاجأ باتهامه بالإشادة بمقتل السفير الروسي، والتحريض على القيام بجريمة إرهابية. المحامي، اعتبر أن مقتل السفير الروسي جريمة سياسية، وليست إرهابية، وأن موكله دفع ثمن فضحه للفساد بمدينة آسفي، داعيا القضاء إلى عدم الانخراط في المقاربة الأمنية، التي أصبحت تنهجها الدولة ضد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بدعوى محاربة الإرهاب. وخلف الحكم الصادر ضد "حمودة" مخاوف في صفوف شباب البجيدي، الذين يتابع عدد منهم بالتهم نفسها. وقال مصدر قيادي من شبيبة المصباح، في اتصال مع موقع "اليوم 24" إن الحكم، الذي صدر ضد "حمودة" صادم، وأن الأحكام التي ستصدر ضد نشطاء البجيدي لن تخرج عن هذا الإطار. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية في سلا، التابعة لملحقة محكمة الاستئناف في الرباط، رفضت، أمس الخميس، طلب دفاع شباب البجيدي بمتابعتهم في حالة سراح، وأجلت الملف إلى غاية جلسة 20 أبريل المقبل.