الحدود البرية بين الداخل المغربي ومدينة سبتةالمحتلة، تشتعل بسبب الهجرة السرية الإفريقية بعد أن تمكن مرة أخرى، فجر يوم أمس الاثنين، 356 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء، من ولوج المدينةالمحتلة من أصل 700 مهاجر هاجموا السياج الحدودي من جهة سيدي إبراهيم. وهو الحادث الذي خلف عشرات الإصابات في صفوف المهاجرين، و15 مصابا بين عناصر الأمن الإسبانية، وتطلب الأمر نقلهم إلى مستشفى المدينة. وفي المقابل لم تقدم السلطات المغربية إلى حدود الانتهاء من كتابة هذه السطور أي توضيح حول عملية الاقتحام التي جاءت، مباشرة، بعد 72 ساعة من تمكن 500 مهاجر إفريقي، يوم الجمعة الماضي، من دخول المدينة. وهو ما أسفر حينها عن عشرات المصابين بين المهاجرين ورجال الأمن، حسب ما كشفته الحكومة المحلية لوكالة الأنباء "أوروبا بريس". هذا، ودقت السلطات الإسبانية ناقوس الخطر بسبب وجود 1400 مهاجر في المدينة، علما أن قدرة مركز إيواء المهاجرين لا تتجاوز 512 مهاجرا تقريبا، ما جعل الإسبان يشيدون خياما عسكرية مزودة بمطابخ لإيوائهم، في انتظار ترحيلهم إلى مراكز إيواء أخرى في الجزيرة الإيبيرية. ووفقا لصحيفة "لاراثون"، فإن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة في أقل من ثلاثة أيام يتجاوز 900 مهاجر، علاوة على أن أكثر من 1500 مهاجر شاركوا في الهجومين، دون إغفال عدد الجرحى والمصابين بين المهاجرين والأمنيين. مصادر إسبانية أخرى، أشارت إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا سبتة في ثلاثة أيام يقارب عدد كل المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة ومليلية في 2016، والذين قدروا ب1000 مهاجر، حسب وكالة مراقبة الحدود الأوروبية. الباحث المختص في العلاقات المغربية الإسبانية، بيرنابي لوبيث غارسيا، أكد لليوم24، أن "هناك العديد من التأويلات بخصوص هذه الاقتحامات الاستثنائية، بدءا بمن يربطها بتهديدات وزارة الفلاحة المغربية والوزير اخنوش برفع اليد عن الهجرة بسبب تصريحات مسؤول أوربي يفصل الصحراء عن المغرب، انتهاء بربطها بالضغط على إسبانيا للتحرك للعب دور الوسيط مع الاتحاد الأوروبي، لأنها المهدد الأول". غير أن بيرنابي يوضح أن كل ما سبق لا توجد دلائل تؤكده في الواقع. وكان عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، واضحا في حواره، قبل أسبوعين، مع وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، بتأكيده على أن المغرب لن يستمر في لعب دور الدركي الحامي للحدود الأوروبية، إذ لم يحترم الاتحاد السيادة المغربية والاتفاقات الموقعة بين البلدين. وقال: "كيف تريدون أنتم الأوروبيين أن نقوم بصد الهجرة السرية الإفريقية، وحتى المغربية، إذا كانت أوروبا لا تريد الاشتغال معنا الآن". وتساءل محذرا: "لماذا سنستمر في لعب دور الدركي وخلق فرص عمل للأفارقة المقيمين في المغرب؟"، قبل أن يجيب حاسما: "مشكل الهجرة مكلف بالنسبة للمغرب، وأوروبا يتوجب عليها تقييم ذلك كما يجب". وعلى صعيد متصل، كشف وزارة الداخلية الإسبانية أنها ستستعين بطائرات بدون طيار وبالونات هوائية مزودة بكاميرات حرارية ذكية جدا، لكي لا تبقى رهينة فقط بالتعاون والتنسيق الأمني مع المغرب على طول حدود سبتة التي تمتد على مسافة 6.3 كيلو متر، ولكي تكون لديها المعلومات الكافية عن تحركات المهاجرين في الجانب المغربي قبل مهاجمة السياج.