حسب مصادر بمديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، أصبح ملف هجرة القاصرين المغاربة السريين غير المصحوبين إلى فرنساوإسبانيا، على رأس أجندة اللقاءات الدورية بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط . وكان الاجتماع الأخير الذي احتضنته الرباط في بداية السنة الجارية، والذي جمع وزراء داخلية المغرب وإسبانياوفرنسا والبرتغال، قد وضع مقاربات لاحتواء ظاهرة هجرة القاصرين المغاربة غير المرافَقين، وبخاصة في إسبانياوفرنسا، وتبادل الأخبار والمعلومات حول نشاط شبكات تهريب القاصرين غير المصحوبين أو غير المرافَقين. من جهتها، تمارس الحكومة المحلية في الأندلس ضغوطا في الأسابيع الأخيرة على الحكومة المركزية في مدريد من أجل تفعيل مخطط تقاسم المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بين باقي الأقاليم المحلية في إسبانيا، على اعتبار أن إقليم الأندلس تحوّل إلى ملاذ لإقامة كل القاصرين غير المصحوبين وبخاصة القاصرين المغاربة الذين بلغ عددهم حسب تصريحات مسؤولة المساواة والرفاه الاجتماعي بحكومة الأندلس»ميكايلا نافارو» أكثر من 1100 قاصر مغربي غير مصحوب، وهو رقم، حسب هاته المسؤولة، «لا تستطيع حكومتها أن تتحمله»، مطالبة مدريد باتخاذ الإجراءات الضرورية لاحتواء ظاهرة هجرة القاصرين غير المصحوبين نحو إسبانيا. وحسب المصادر ذاتها، فإن الحكومة الإسبانية كانت قد ضغطت على المغرب من أجل إحداث مراكز لاستقبال وإيواء القاصرين المغاربة غير المصحوبين، المرحّلين من إسبانيا، بعدد من المدن المغربية، وبخاصة في طنجة وتطوان بتمويل مشترك. وحسب المصادر ذاتها أيضا، فإن عمليات ترحيل القاصرين غير المصحوبين تصطدم بالعديد من الصعوبات، من بينها:المعلومات المغلوطة المقدمة للمسؤولين عن مراكز الحجز والاستقبال الإسبانية حول هوية هؤلاء القاصرين وهوية أسرهم وبلدانهم الأصلية. وتشير الأرقام الأخيرة التي نشرتها مختلف مراكز إيواء واستقبال القاصرين الأجانب في إسبانيا، أن السنتين الأخيرتين شهدتا ارتفاعا في عددهم، حيث تجاوز في نهاية سنة 2012، 5 آلاف قاصر مغربي غير مصحوب من أصل أكثر من 8 آلاف قاصر أجنبي غير مصحوب يقيمون في إسبانيا في وضعية غير قانونية، دون احتساب المقيمين في العاصمة مدريد. ويتصدر إقليم الكناري الأقاليمَ الإسبانية في إيواء هؤلاء القاصرين بأكثر من 1340قاصرا، متبوعا بإقليم الأندلس بأكثر من ألف ومائة قاصر ثم إقليم فالنسيا بأكثر من 700 قاصر وكاطالونيا بأكثر من 670 قاصرا وبلاد الباسك بأكثر من 290 قاصرا. وتكشف هذه الأرقام المسجلة أن القاصرين المغاربة غير المصحوبين يمثلون نسبة 70 بالمائة من مجموع القاصرين الأجانب في إسبانيا، متبوعين بالقاصرين المنحدرين من مالي ثم القاصرين المنحدرين من السنغال، ثم يأتي الموريتانيون في الرتبة الرابعة.
تقرير فرنسي : أعمارهم تتراوح بين 14 و16 سنة وأغلبهم ذكور ومستواهم التعليمي متواضع في فرنسا، كشف تقرير أنجزته لجنة»eliemble»، بطلب من الحكومة الفرنسية، أن أربع دول من بينها المغرب تتصدر قائمة الدول المصدرة للقاصرين غير المصحوبين لفرنسا، وتتراوح أعمار هؤلاء ما بين 14 و16 سنة في المتوسط، أغلبهم ذكور، ولهم مستوى دراسي متدن ويتوفرون على تجربة في العمل بالقطاع المهيكل وينحدرون من أسر فقيرة ومن أبوين منفصلين. ففي الكثير من الأحيان، تلجأ السلطات الإسبانية والفرنسية لترحيل القاصرين الأجانب غير المصحوبين وبخاصة المغاربة نحو بلدانهم الأصلية، بشكل تعسفي في خرق لمعاهدة حقوق الطفل، وتسليمهم للشرطة المغرية التي تقوم بإخلاء سبيلهم أو تقديم البعض منهم أمام المحكمة حيث يتخذ قاضي القاصرين المختص قرارا بوضعهم في مراكز الرعاية التابعة لوزارة الشباب، في انتظار تسليمهم لأسرهم.