يشكل برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، الذي تسير أشغال إنجازه وفق وتيرة متسارعة، رافداً حيوياً ومبادرة نوعية لرد الاعتبار لهذا الفضاء التاريخي الأصيل. ويجسد تدشين الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، بالدار البيضاء لمشروعين جديدين (المركز الصحي 9 يوليوز ودار النسيج)، إطاراً لتفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة. وتروم مثل هذه المشاريع، توسيع العرض الصحي من أجل سد الخصاص المسجل في ما يتصل بالخدمات الطبية على مستوى المدينة القديمة، وتمكين الفئات الهشة من الولوج للعلاجات الأساسية والنهوض بقطاع الصناعة التقليدية، والمساهمة في الحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار، وتطوير الحرف التقليدية المحلية. أما المعبد اليهودي "التدغي" وضريح "سيدي علال القرواني"، واللذين زارهما الملك بنفس المناسبة، بعدما خضعا في إطار نفس الشطر من برنامج تأهيل المدينة القديمة لأشغال الترميم، فيشكلان معاً موقعين تاريخيين وتراثيين يجسدان أصالة الموروث الثقافي والروحي للمملكة. وقد خضع الموقعان لأشغال الترميم بهدف الحفاظ على الموروث المادي واللامادي للمدينة القديمة، ورد الاعتبار إليها وتأهيل نسيجها العمراني وتطوير بنياتها حتى ترقى إلى مصاف الحواضر العريقة في العالم. وتأتي هذه المشاريع انسجاماً مع رؤى وأهداف المشاريع المبرمجة في إطار برنامج "وصال كابيتال" في شقه المتعلق بإعادة تأهيل المدينة العتيقة، ورد الاعتبار لهذه الحاضرة العريقة وتأهيل نسيجها العمراني. كما تندرج هذه المشاريع المهيكلة في سياق تحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز مراكز ومنشآت القرب، وتأهيل البنيات الصحية، والارتقاء بقطاع الصناعة التقليدية وترميم المعابد اليهودية ، وتأهيل الأضرحة وإعادة تأهيل المرافق الاجتماعية التي تعنى بالتنشيط الثقافي والتربوي والفني. ومن أجل بلوغ الغايات المنشودة، يعتمد برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة على استراتيجية شاملة للتنمية المحلية تستحضر مختلف المجالات السوسيو- اقتصادية والثقافية والعمرانية، وذلك وفق تصور يراعي الأولوية في تلبية الاحتياجات الحقيقية للسكان وتوعيتهم بالانخراط في مسلسل تنمية حيهم وترشيد استغلال الموارد المحلية المتوفرة، انطلاقاً من جعل التشارك أحسن وسيلة لتحقيق الأهداف المنشودة.