بقلم: إكرام عبدي تصادفني عادة تشبيهات ومجازات مثيرة للتقزز على مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وفيديوهات، استعارات تستفزني كامرأة غير محجبة، وإن كنت أؤمن بالحريات الفردية وبحق الآخر في لبس الحجاب أو نزعه، تشبيهات أقل ما يقال عنها السطحية والسذاجة لإفحام المعارضين للحجاب، ومحاولات واهية لا أساس لها في المنطق، اللهم المنطق التجاري الذي يمضي في تسويق سلعته بأي وعي كان ولو كان مغلوطا، ليصير كالدود الذي ينخر عقول أطفالنا وشبابنا. كيف تتحول المرأة إلى قطعة حلوى ملفوفة في ورق يحميها من الذباب أي الرجال، الذي يتلذذون بها ويلتفون حولها ويرمون عودها متى ما انتهت حلاوتها، وقد يعافون أكل هاته الحلوى المكشوفة، كما يعاف الرجل الزواج بها لأنها حلوى مستهلكة انقضت صلاحيتها؟ وقد تصير المرأة غير المحجبة بقدرة قادر، قطعة لحم يعلقها الجزار على باب محله، ويلتف حولها الذباب من كل حدب وصوب. وأحيانا تساير هاته التشبيهات "السريالية" الثورة التكنولوجية، ويعلى من شأن المرأة غير المحجبة من حسن حظنا، وتصير هاتف "كلاكسي" أو "تابليت"، وواجب علينا وضع حافظة له، حماية لم من الصدمات أو الخربشات. تشبيه آخر مخملي، يعتبر المرأة المحجبة لؤلؤة يجب صونها بالمحارة، والاحتفاظ بها ضمن الأشياء الثمينة، في صندوق الحلي والمجوهرات، لأن حجاب المرأة عفتها وشرفها وإعجاز علمي يحميها من السرطان، وإزالته قبح ونزع للبركة ونشر للفتنة والتهتك والانحراف، تشبيه لا يختلف عن تشبيه رئيس حكومتنا بنكيران لها بالثريات التي تنثر الضوء في المحيط وساكنة البيت أو القادم له، دور "تنويري" طبعا لا يختلف عن دور المفكرين والفلاسفة. أكيد أن الثعلب يبرز في شعار الواعظين كما يقول أحمد شوقي، والمرأة للأسف هي بين مخالب نظام رأسمالي استهلاكي وإسلام سياسي أصولي متطرف، وإن اختلفا إيديولوجيا، فهما يتفقان في السعي للسيطرة على عقول النساء وحبسه في إطار نظام أبوي منغلق، وكلاهما لا يخشيان الفتنة، بل يخشيان عقلا متنورا تضيئه شمس الحرية، فأن تتحجب المرأة أو تظل بغير حجاب، ليست مشكلة إلا بالنسبة لضعاف النفوس ومن لا يستطيعون غض البصر وجهاد النفس أو منعها من الاقتراب من حلاوة النساء والالتفاف حولها، المشكلة أن تحجب المرأة عقلها وتمنعه من التفكير والبحث والعلم والتنوير، ليصير مكشوفا على كل تعفن فكري ووعي مغلوط وجهل قاتل، وهو لعمري ما يجعل الذباب يلتف ويتلذذ.