يعاني البعض من صعوبة الخلود إلى النوم لأسباب عدة مما يجبرهم على تناول الحبوب المنومة التي تحمل مع الراحة التي توفرها آثارا جانبية وخيمة. فاستنادا إلى الإحصائيات يتناول نحو مليون شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم الحبوب المنومة المختلفة بشكل يومي دون إدراك أنها قد تؤدي للإدمان خلال بضعة أسابيع. ويقول البروفيسور ينس راينر، أخصائي الطب النفسي، إنه يجب التوقف عن تناول الحبوب المنومة بعد ثمانية أسابيع بحد أقصى، لأن تكرار تعاطيها بعد هذه الفترة يؤدي للإدمان ويمكن القول إنه يجب استغلال فترة الثمانية أسابيع الأولى للبحث عن طرق أخرى لعلاج مشكلات النوم. وأوضحت الطبيبة الألمانية فيديكه فوكت، أخصائية الطب النفسي أن أسباب إدمان الحبوب المنومة يعود إلى عدم توضيح الأطباء بأنها تؤدي للإدمان، بالإضافة إلى أن بعض المرضى يفضلون الحل السهل من خلال تناول الحبوب المنومة، دون أن يتكلفوا عناء البحث عن طرق علاجية أخرى لحل مشكلة اضطرابات النوم. وتسبب الحبوب المنومة إلى جانب الإدمان عدة آثار جانبية بين الصداع والشعور بالغثيان والضعف العام وقلة التركيز علاوة على اضطرابات الأيض والإحباط. وتؤدي الحبوب المنومة إلى تغيير دورة النوم لدى الإنسان إذ تلغي المرحلة الثانية من النوم والمعروفة بنوم "حركة العين السريعة" وهي مرحلة مهمة للتوازن النفسي خاصة وأنها مرحلة الأحلام أثناء النوم. وأكدت دراسات علمية أن هذه الاضطراب يؤدي للإحباط وللعديد من المشكلات النفسية، إضافة إلى الاضطراب في مراحل النوم الأربعة كلها، الأمر الذي يؤثر بدوره على العديد من العمليات الحيوية المعقدة في الجسم مثل تجديد الخلايا والتخلص من السموم ونشاط جهاز المناعة. ويحتاج التوقف عن الحبوب المنومة أو خفضها تدريجيا لعزيمة قوية وقد يتطلب الأمر أحيانا البقاء في المستشفى، حيث تتشابه حالة مدمن الحبوب المنومة مع حالة مدمني المخدرات، فلا تخلو مرحلة التخلص من الحبوب المنومة من أعراض جانبية مثل الاكتئاب والعدوانية ونوبات التعرق الشديد، لكن مرور الوقت ووجود الدعم المعنوي من قبل العائلة يساعدان على العلاج.