في أول رد له على إلغاء رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لمذكرة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، التي تقضي بفرنسة المواد العلمية في السلك الثانوي التأهيلي، قال فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية، إن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، انتصر لصوت المغاربة بإلغاء مذكرة رشيد بلمختار. وأوضح بوعلي في تصريح لموقع "اليوم 24″ أن الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية قاد حملة ضد ما وصفها ب"المذكرة المشؤومة"، وبدأ في مسار قضائي للترافع يقوده الأستاذ عبد الرحمان بنعمرو باسم الائتلاف، مضيفا أنه "بعد ذلك وصلتنا الأنباء عن الرفض الحكومي الداخلي للقرار الانفرادي والمزاجي للوزير بلمختار". وأشار بوعلي إلى أن "بلمختار ظل في كل مرة يتدثر بالتعيين الملكي، كأنه يقول للناس إن الملك هو من قرر فرنسة التعليم"، واعتبر بوعلي أن "حادثة مجلس المستشارين" أثبتت أن الطريقة، التي أقحم بها بلمختار في الجسم الحكومي، يراد بها فرض واقع الفرنسة ونسبته إلى القصر". وسجل بوعلي أن "رسالة المغاربة وصلت، ومعالجة الخلل التعليمي تستوجب وزيرا في مستوى اللحظة الوطنية، يفهم أن المسألة اللغوية ليست قضية تقنية، بل قضية وجود للمجتمع، الذي اختار تراكمات محددة سياسيا وعقديا ولغويا، وأن المس باللغة الوطنية، مس بالسيادة الوطنية والأمن الهوياتي للمغاربة". وكان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قد أعلن، أمس الثلاثاء، في الجلسة الشهرية لمجلس المستشارين أنه راسل وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار "من أجل إلغاء المذكرة، التي تدعو مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، إلى تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفزيائية باللغة الفرنسية". ونبه بنكيران وزيره في التربية الوطنية والتكوين المهني إلى أن مسألة التراجع عن التعريب أمر يخص رئيس الحكومة، داعيا إياه إلى الاشتغال على المواضيع الأساسية، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن "يشعل النار". وكانت مذكرة بلمختار قد أثارت انتقادات واسعة من قبل أنصار اللغة العربية، كما رفضها حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية.