ذكر مصدر أمني ل"اليوم 24″ أن السلطات الأمنية المغربية توجد في حالة "يقظة تامة" بعد مقتل عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر لهجمات باريس، وبعد تأكد "الدور الريادي والحيوي" للاستخبارات المغربية في فك ألغاز اعتداءات فرنسا الجمعة الماضية، والتي أسقطت 130 قتيلا وأزيد من 300 جريح. وذكر المصدر أنه قد نفذت عمليات اعتقالات في مناطق متفرقة على سبيل الاحتراز في حق عدد من المشتبه فيهم، مشددا على أن الأجهزة الأمنية المغربية تضع في حسبانها إمكانية تفكير عناصر متطرفة متشبعة بالأفكار الداعشية في تنفيذ "هجمات انتقامية". وقد تشكلت، بحسب المصدر، لجان يقظة وتتبع تعمل على تنسيق الجهود لمحاصرة أي تهديدات إرهابية، "فالمملكة حريصة على الاستمرار في عملها الاستباقي الذي يهدف إلى توجيه ضربات للعناصر الإرهابية قبل أن تتحرك، بعد أن يتأكد لنا تورطها في مخططات تخريبية"، مضيفا أن عددا من الأشخاص يخضعون للمراقبة، "فنحن نضع في حسباننا أسوأ السيناريوهات حتى نبقي بلدنا ومواطنينا في أمان". وأبرز المصدر أنه تجري عمليات تحليل كبيرة للبيانات التي تتوفر عليها الاستخبارات المغربية، وتتكلف عناصر مدرَّبة على أعلى مستوى في تتبع كل التفاصيل، "ففي كثير من المرات تمكننا التفاصيل الصغيرة من كشف ارتباطات عناصر إرهابية خطيرة، ومن تحقيق نجاحات إمنية كبرى". وذكر المتحدث ذاته أن المديرية العامة للأمن الوطني وجهت جميع مصالحها، بدون استثناء، إلى أن تكون جاهزة للتدخل في أي وقت، كما وجهت تعليمات دقيقة وواضحة للعناصر الأمنية لتكون مستعدة في أي وقت. في السياق ذاته، طمأن المصدر المغاربة بأن الأجهزة الأمنية المغربية تعمل باستمرار وبيقظة لتجنيب البلاد أي خطر، "رغم أن الخطر الإرهابي صار أكثر تعقيدا، ونحن سنحاول ملاحقته لوأد مشاريعه قبل أن تمر إلى مرحلة التنفيذ"، يضيف المتحدث.