تصوير:رزقو "للقدس رايحين.. شهداء بالملايين".. شعار من بين شعارات أخرى، رددها المشاركون في المسيرة التي نظمت، اليوم الأحد بمدينة الدارالبيضاء، لنصرة القضية الفلسطينية. المسيرة التي التي قادها الإسلاميون، فيما غابت عنها أهم قيادات الأحزاب سواء من المعارضة أو الحكومة، انطلقت من ساحة السراغنة، متجهة صوب شارع 2 مارس، برسالة وصرخة واحدة "لا للعدوان الإسرائيلي على إخواننا في فلسطين". كانت الساعة تشير الى العاشرة والنصف، عندما انطلقت المسيرة على أنغام أغاني الفنان الملتزم مارسيل خليفة، وشعارات تستنكر العدوان الحاصل في الضفة العربية لفلسطين، بالإضافة إلى شعارات تطالب الحكومة ب"التصدي إلى كل أشكال التطبيع الاقتصادي، والثقافي مع الكيان الصهيوني، مع التأكيد على ضرورة مصادقة البرلمان المغربي على قانون تجريم التطبيع". المشاركون عبروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين بحمل الأكفان الملطخة بالدماء، في إشارة منهم إلى ما يحدث في فلسطين من إراقة للدماء، كما قام بعضهم بارتداء لباس عسكري وحملوا مجسمات لقذائف وأسلحة، فيما قام عدد من الأطفال بإعادة تمثيل يوميات العنف الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني على يد الإسرائليين. بعد انطلاق المسيرة بنحو نصف ساعة، تعالت الأصوات التي تطالب برحيل كل من مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، والبامي صلاح أبو الغالي، بحجة أنها مسيرة تضامن مع الفلسطينيين، الذين يعانون مع الاحتلال الصهيوني، وليست حملة انتخابية. وفي هذا الصدد، قال مصطفى الرميد وزير العدل والحريات، الذي شارك في المسيرة، وظل يلتقط الصور مع المشاركين إنه ليس برقيب على قياديي الأحزاب الذين غابوا عن المسيرة، التي سجلت حضور نحو 20 ألف شخص، مضيفا أنه حضر بصفته مواطنا مغربيا يستنكر ما يقع للشعب الفلسطيني، وليس بصفته كوزير في الحكومة. وكانت 33 هيأة مغربية قد دعت إلى المشاركة في هذه المسيرة، التي انطلقت من ساحة السراغنة في اتجاه تقاطع شارع 2 مارس، وكان من الواضح أن أغلب المشاركين فيها من التنظيمات الإسلامية، حيث تقدمت المسيرة العديد من الوجوه البارزة للإسلاميين المغاربة، وعلى رأسهم فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، وعبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ومحمد الحمداوي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، وعمدة مدينة الدارالبيضاء عبد العزيز العماري ونائبه عبد الصمد حيكر، وعمدة سلا، جامع المعتصم. كما شارك في المسيرة حزب الأصالة والمعاصرة ممثلا في كل من صلاح أبو الغالي، عضو مكتبه السياسي في الدارالبيضاء، ونجوى كوكوس، رئيسة شبيبة الحزب، أما عن حزب الاتحاد الاشتراكي فحضرت حسناء أبو زيد، وحنان رحاب. وقال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، إن هذه المسيرة رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني في قضيته، مشيرا إلى أن الشعب المغربي سيظل دائما وفيا للقضية والفلسطينيين إلى أن يتنصروا على الصهاينة. ومن بين الشخصيات الفلسطينية، التي شاركت أيضا في المسيرة، السفير الفلسطيني في المغرب، زهير الشن، الذي شكر المغاربة على دعمهم الدائم للقضية الفلسطينية، ورد على سؤال حول التأخر في تنظيم المسيرة ضد الاعتداءات الإسرائيلية، التي شهدتها مدن الضفة الغربية منذ شهر، أن التأخير لم يكن مقصودا، لأن أي مسيرة حاشدة يلزمها بعض الوقت لتنظيمها بشكل جيد. ومن جهته، قال خالد السفياني، قيادي في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إنه على العالم العربي والإسلامي أن ينتفض، ويؤكد أنه لا يمكن أن يتقبل باستمرار هذه المهازل، التي تنفذ ضد الفلسطينيين، لافتا الانتباه إلى أن هذه المسيرة نداء من أجل توقيف جميع أشكال التطبيع وإلغاء كل الاتفاقيات المبرمة مع الصهاينة".