يبدو أن التعاون بين السلطات المغربية ونظيراتها الإسبانية في مجالات محاربة الإرهاب والهجرة السرية والتهريب دفعت إسبانيا إلى توشيح شخصيتين مغربيتين في المجال الأمني في ظرف عامين، إذ بعد تسلم عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وسام "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر"، أحد أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية، من قبل كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن فرانسيسكو مارتينز فاسكز، خلال حفل نظم بمدريد، في أكتوبر 2014، عادت الحكومة الإسبانية لتوشح من جديد وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، بوسام الصليب الأكبر من مرتبة الاستحقاق الوطني، لكن هذه المرة في صمت، كما أن الجهات الرسمية المغربية لم تشير إلى خبر توشيح حصاد لا من بعيد ولا من قريب، حسب ما نقلته صحيفة "الدياريو" الإسبانية. المصدر ذاته أشار إلى أن خبر توشيح محمد حصاد نشر في الجريدة الرسمية يوم السبت 5 شتنبر، بعد توقيع الملك فيلبي السادس عليه ومصادقة المجلس الحكومي عليه باقتراح من وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل غارسيا ماراغايو. وعلى الرغم من عدم تقديم الحكومة الإسبانية أي توضيحات حول دوافع توشيح محمد حصاد، إلا أن مصادر إسبانية أكدت أن هذا التكريم يدخل في إطار السياسة الخارجية للدولة الإسبانية، التي تعمل على رد الجميل لشركائها الأجانب، خاصة عندما يتعلق الأمر باستقرار إسبانيا وأمن المواطن الإسباني. في هذا الإطار فمنذ وصول حصاد إلى وزارة الداخلية بالمغرب، والذي وصفه وزير الداخلية الإسباني، فيرنانديث دياث، هذه السنة ب"الشريك"، يسهد التعاون والتنسيق الأمني ارتفاعا مستمرا، خاصة وأنه انتقل من مرحلة تبادل المعلومات إلى القيام بعمليات عملية مشتركة ضد الخلايا الإرهابية، ما مكن البلدين من تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية في البلدين واعتقال أفرد كثر في هذه السنة؛ بالإضافة إلى تمكن البلدين من تقليص من عدد الاقتحامات اليومية للسياجات الحدودية، وتراجع عدد "الباطيرات" التي تخرج من السواحل المغربية تجاه إسبانيا. تجدر الإشارة إلى أن "وسام الصليب الأكبر من مرتبة الاستحقاق المدني" يعد، إلى جانب "وسام الملكة إيسابيل الكاثوليكية"، من أبرز الأوسمة الإسبانية، ويمكن منحها لمواطنين إسبان وكذلك لشخصيات أجنبية، كتقدير لهم على أعمال جليلة ذات طابع مدني قاموا بها أو مكافأة لهم على خدمات مهمة أسدوها للدولة والمجتمع الإسباني.