حرارة الحملة الانتخابية مرشحة للارتفاع أكثر في مدينة مكناس، حيث يعيش السكان فصلا صيفيّا ساخنا. الأخبار الآتية من العاصمة الإسماعيلية تقول إن جل الأحزاب السياسية في المدينة تقف في صف واحد لمعارضة ترشيح وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الجماعية المقبلة، والسبب اسم جواد الشامي، رئيس جمعية الملتقى الدولي للفلاحة الذي قطع عطلته في أمريكا، ودخل للترشح على قوائم «البام» في مكناس. « اليوم24» سألت قياديي الأحزاب السياسية المحلية (العدالة والتنمية، الاستقلال، الأحرار، الحركة الشعبية، الاتحاد الاشتراكي) عن سبب معارضة ترشيح جواد الشامي، ابن عم الوزير الاتحادي السابق رضى الشامي، فقالوا: إن «جواد الشامي يوجد اليوم على رأس ملتقى دولي كبير للفلاحة، وهو معين بقرار من جلالة الملك في هذا المنصب الذي يعطيه سلطة وعلاقات وإمكانيات، وترشحه فيه تعارض مع القانون، وشبه استعمال للنفوذ في الانتخابات لا يتوفر لباقي المرشحين». جل الأحزاب السياسية في مدينة مكناس تستعد لإصدار بيان يعارض ترشح الشامي، بل هناك من صعد أكثر واقترح انسحاب كل الأحزاب من الانتخابات وترك الشامي و«البام» لوحدهما في الميدان. «اليوم24» اتصلت بجواد الشامي، الذي أثار كل هذه الزوبعة لاستطلاع رأيه، فقال «أنا أستغرب، أولا، من اتحاد كل الأحزاب على ما بينها من خلافات ضد مواطن بسيط لم يضع بعد ترشيحه للانتخابات القادمة، ثانيا لا يوجد أي تعارض بين منصبي في الملتقى الدولي للفلاحة والترشح للانتخابات، وإذا قال رجال القانون المتخصصون إن هناك تعارضا، فأنا سأنسحب وأذهب إلى بيتي، وقناعتي أن تدبير الشأن المحلي مجال مغلق في وجه الكفاءات وفي وجه من يريد خدمة مدينته»، وزاد جواد الشامي بمرارة قائلا «هل تعرف أن المعرض الدولي للفلاحة يلقى كل الدعم من قبل الجميع، باستثناء المجلس البلدي الذي يسير المدينة. لقد بعثوا لي عونا قضائيا للحجز على ممتلكات المعرض يوم افتتاح الملتقى الذي يحضره جلالة الملك، لأَني علقت لافتات المعرض دون أن ننتظر أخذ الإذن من المجلس الذي تأخر في البت في الطلب دون مراعاة إكراهات الزمن». السجال مازال مفتوحا، والأحزاب راسلت الداخلية لطلب رأيها وهي عازمة على خوض معركة ضد ترشيح «البام» لجواد الشامي وهو على قناعة أن الأخير لم يكن ليترشح وكيلا للائحة لولا أنه أخذ الإذن، ولولا أن «البام» هو الذي طلب خدماته ليستفيد من شعبيته ومن نجاح المعرض الذي يشرف عليه بتكليف ملكي.