بعيد الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات الغرف المهنية، والتي احتل فيها حزب العدالة والتنمية الرتبة السادسة، خرجت آمنة ماء العينين، البرلمانية عن حزب المصباح لتؤكد أن البيجيدي "تأثر، كما تأثرت أحزاب أخرى، بوسائل التنافس غير الشريف". وأوردت ماء العينين، في تدوينة لها على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، أن "ما شاب انتخابات الغرف المهنية من خروقات و استعمال بين للمال وغيره من الوسائل، سيظل موجودا لصعوبة محاصرته"، حسب ما أكدت القيادية في حزب العدالة والتنمية، مبرزة أن حزب المصباح " تأثر " بهذه الأساليب. وفسرت البرلمانية حصول حزبها على المرتبة السادسة انتخابيا والخامسة حزبيا في اقتراع يوم أمس بعدة عوامل، أجملتها في كونه " لا زال غير متمكن من اليات تدبير الانتخابات المهنية عكس الانتخابات الجماعية و التشريعية، حتى ان مساطر اختيار مرشحيه للغرف كانت معقدة و منهكة لا تتلاءم مع طبيعة هذه الانتخابات"، هذا إلى جانب كون قواعد مناضليه "مسيسة ومأدلجة بشكل واضح، وهو ما يمنحه قوته الضاربة سياسيا و حزبيا، وهو ما يستفيد منه في التواصل القوي و نسبة التأطير المرتفعة، لكن الخطاب الانتخابي في الغرف يظل مختلفا، فهو خطاب وظيفي "تقنوقراطي" يرتبط بالانشغالات المهنية، ومضمون لا يتملكه معظم اعضاء الحزب المنتمين اساسا الى فئات الموظفين والأطر". الى ذلك، أكدت المتحدثة ذاتها أن الانتخابات المهنية "عكست استمرار نفس الانغلاق لدى الحزب"، مشيرة في هذا السياق إلى ان البيجيدي "يتجنب "غالبا" محترفي الانتخابات الرحل المتنقلين بين الاحزاب"، ما يجعله حسب ماء العينين " لا يمنح الأولوية لحساب المقاعد خوفا على هوية الحزب السياسية وخصوصيته من اختراق امثال هؤلاء، وهي نقطة قوة للحزب يجب الاقرار موضوعيا انها لا توجد لدى باقي الاحزاب"، إلا أن ذلك لم يمنع القيادية في حزب المصباح من التأكيد أن "السياق سياق تقييم يدفع الى المزيد من انتهاج آليات انفتاح موجهة و محسوبة تحافظ على جوهر الحزب و لا تعيق امتداده الجماهيري و استيعابه لمختلف الفئات". وأردفت المتحدثة أن "الحزب ادرك ان قواعده بطبيعتها لا يمكن ان تشتغل على الانتخابات المهنية لكون كتاباته المجالية تستعد نفسيا واجرائيا للانتخابات العامة بشكل اكبر"، مشيرة في هذا السياق إلى ضرورة الاقرار بأن تعبئة مناضلي الحزب للانتخابات المهنية لم تكن في مستوى البناء التنظيمي القوي للحزب والذي تعكسه الانتخابات العامة"، وهو ما اعتبرته "أمرا طبيعيا بالنظر الى حداثة احتكاك الحزب بهذه الانتخابات و عدم استيعاب فئة عريضة من مناضليه لخصوصيتها و اهميتها و هو امر وجب مراجعته". على الرغم من ذلك، لفتت ماء العينين إلى أن "نتائج الانتخابات المهنية و ان كانت لا تستجيب لطموحات شباب الحزب بحيويته و انخراطه، الا انها تؤشر على منحى تصاعدي هام يسلكه الحزب "، قبل أن تردف " هو منحى يجب تحصينه حيث ثبت ان هزم العدالة و التنمية ديمقراطيا امر صعب، لذلك تسجل الانتخابات لجوءا قويا لوسائل غير ديمقراطية يجب ان يواجه الحزب كل امكانية لاختراقه بواسطتها حتى لو فقد المكاسب الانتخابية".