اعتبر المخرج عز العرب العلوي، الذي دبلج مؤخرا فيلمه «أندرومان» إلى الأمازيغية، أن السينما في المغرب تعتمد منطق النفوذ ولا ديموقراطية في التوزيع، وهو ما تسبب، حسبه، في حذف فيلمه من القاعات السينمائية في ذروة نجاحه. اعتبر المخرج عز العرب العلوي أن فيلمه «أندرومان» لم ينل حقه من العرض، إذ تم حذفه، حسبه، من القاعات وهو في قمة نجاحه، بسبب منطق النفوذ المتحكم في السينما، والفوضى التي تغمر قطاع التوزيع السينمائي في المغرب. في هذا السياق يقول عز العرب العلوي، مبديا استياءه مما يعتبره حيفا لاقاه فيلمه «أندرومان» « إن حذف الفيلم أثر سلبا على الترويج له، ويقف خلف ذلك نفوذ أصحاب الأفلام، إذ أن مكالمة هاتفية واحدة كانت كافية لتسحب الفيلم من القاعات السينمائية المغربية وهو في قمة نجاحه أمام شبابيك التذاكر، فقط ليعرض صاحب نفوذ فيلمه في هذه الفترة بالذات». وأضاف المخرج أن «السينما المغربية تعتمد منطق النفوذ، نفوذ يتحكم في أغلب القاعات، إذ أن بعضها تمنع فيلما من العرض، فقط لأن صاحب نفوذ يريد عرض فيلمه في الوقت الذي يشاء، وهو يقول(صاحب النفوذ) «اللي بغا يتسنى يتسنى واللي ما بغاش يمشي فحالو»، دون الأخذ بعين الاعتبار القيمة الفنية والإبداعية وأحقية باقي الأفلام المغربية في العرض»، يقول المخرج. «لا ديموقراطية في توزيع الأفلام السينمائية في المغرب»، هذا ما خلص إليه المخرج عز العرب العلوي، الذي أكد أن «الفيلم قد يحقق إيرادات كبيرة، ويخبرك مدير القاعة إنه مضطر لحذفه من القاعة، فقط، لأن رب القاعة تربطه علاقة متينة مع مخرج الفيلم الذي سيعرض بعده.» وتبعا لهذا فإن «فيلمي «أندرومان» كان ضحية محاصرة كبيرة في التوزيع، خاصة أنه حورب من قِبلِ عدد من الموزعين الذين رفضت منحهم إياه، لكون الشروط التي وضعوها من أجل توزيعه غير معقولة، إذ كان يطلب مني الحصول على نسبة 25 بالمائة من الربح، دون إشهاره عبر ملصقات وغيرها أو حتى عقد ندوة صحافية للترويج له، فهل يعقل أن يكون هذا هو التوزيع الحقيقي للفيلم؟» وأردف العلوي، في حديثه ل» اليوم24»، أن قطاع التوزيع في المغرب تحكمه الفوضى، ولا بديل عنه، خاصة في ظل ندرة القاعات الصالحة للعرض، فالمغرب لا يملك سوى تسع قاعات صالحة لعرض فيلم جيد، متصارع حولها، والحديث عن وجود 43 قاعة ملائمة للعرض غير صحيح، «لأن أغلبها لا يعرض غير الأفلام الهندية وأفلام الكراطي، وما شابه، وقد يصل الأمر ببعض القاعات إلى طلب عرض الفيلم مقابل 1000 درهم في الأسبوع! كما أن هناك من يشاهد الأفلام دون دفع ثمن ذلك في الشبابيك، ويدفعها داخل القاعة السينمائية !» وسيعرض فيلم «أندرومان» مدبلجا إلى الأمازيغية، لأول مرة ضمن افتتاح مهرجان سيدي إفني لسينما الجنوب الذي ستجري فعالياته من 30 أكتوبر الجاري إلى 2 نونبر المقبل. وعن اختياره دبلجة الفيلم إلى اللغة الأمازيغية، قال عز العرب العلوي «إن الأمر واجب، فمن الضروري أن يدبلج كل فيلم مغربي بالعربية إلى الأمازيغية، والشيء نفسه بالنسبة للفيلم الناطق باللغة الأمازيغية». مضيفا أن الأمر يدخل في إطار الواجب الوطني معبرا عن ذلك بقوله «أعتقد هذا، لأنه لسنا وحدنا العرب من يشكل المغرب، فنحن المغاربة عرب أمازيغ. لذلك فالدبلجة إلى اللغة الأمازيغية تبقى واجبا وطنيا، بالإضافة إلى كونها واجبا ثقافيا وسوسيولوجيا». أما عن الجانب الثاني الذي بنيت عليه هذه الدبلجة فهو، حسب المخرج، الإيمان بفكرة إشاعة السينما لدى الآخر غير العربي، الذي يستلذ أكثر بمشاهدة الأفلام المغربية الناطقة بالأمازيغية.» هذا وتحدث المخرج عن عامل ثالث، كان خلف الدبلجة، وهو «الخروج من دائرة الحصار ضمن مجموعة من المهرجانات، بفتح آفاق جديدة للفيلم حتى يشاهده أكبر عدد من الناطقين بالأمازيغية عبر العالم» يورد عز العرب العلوي، الذي يرى أنه دبلج فيلمه العربي إلى الأمازيغية مراعاة لما سلف ذكره وما يؤمن به، رغم أنه من الجانب المادي «خسارتي كانت أكثر من ربحي في هذا المشروع». وعن إمكانية بيع الفيلم المدبلج للقناة الأمازيغية قال عز العرب «فحتى إن قررت في وقت لاحق بيعه إلى القناة الأمازيغية، فلن يصل المقابل الذي ستمنحه لي حتى الثمن الذي كلفته الدبلجة. وهو ما يعني أنه لا تشجيع في هذا الجانب، إذ أن القطاع المكلف بالأمازيغية، كالقناة الأمازيغية مثلا، لا يعير الأمر الاهتمام اللازم»، ويزيد «بالنسبة لي لو استندت إلى مساعدة هذه الجهات لبقي الفيلم بلا دبلجة، لذلك عمدت إلى دبلجته بمالي الخاص، على مدى ثلاثة أشهر من العمل، شاركت فيها فرقة مسرحية أمازيغية، انتهت بانتهاء شهر شتنبر الماضي». يذكر أن فيلم أندرومان، الذي أدى فيه دور البطولة كل من الممثلة جليلة التلمسي، والممثل محمد خيي، حظي بأربع جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وهي جائزة أحسن ممثلة وجائزة أحسن ممثل، وجائزة أحسن موسيقى، بالإضافة إلى جائزة النقاد، وحصل في مهرجان مسقط الدولي على جائزة أحسن صورة، وجائزة النقاد، كما حظي في مهرجان الإسكندرية السينمائي على جائزة أحسن ممثلة، ونال في مهرجان الفيلم العربي بميدس على جائزة الجمهور، كما انتزع في مهرجان بروندي السينمائي الدولي على جائزة أحس ممثل، بالإضافة إلى مشاركاته في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، كمهرجان «وكادوكو» ببوركينافاصو، أكبر مهرجان سينمائي في إفريقيا، ومهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بفرنسا، ومهرجان روتردام بهولندا، ومهرجان الفيلم العربي بأمستردام، ومهرجانات كبرى أخرى.