لم يذهب كل المجهود الذي قامت به إيطاليا في الإسراع بتجنيس العداء المغربي ياسين رشيق، ذي الأصول المغربية، سدى، إذ حصل يوم، أمس الخميس، على أولى الميداليات بقميص الأدزوري. ورشيق، الذي يشارك ضمن المنتخب الإيطالي في منافسات ألعاب القوى الأوربية أقل من 23 سنة، التي تُجرى من 9 إلى 12 يوليوز الجاري بدولة إستونيا، حل ثالثا في مسابقة 10 آلاف متر، وحصل على الميدالية البرونزية، وقد قدم العداء مسابقة جيدة، ولولا وقوعه في خطأ جسيم قبل النهاية بأربعمائة متر لحل ثانيا. وأخطأ ابن مدينة الدارالبيضاء في عد الدورات ودخل في السرعة النهائية في اتجاه خط الوصول قبل الوقت الذي كان عليه فعل ذلك، ثم خفّض الإيقاع معتقدا أنه خط الوصول، وحين انتبه إلى أنه أخطأ عاود الانطلاق ليجري أربعمائة متر إضافية ويفقد الرتبة الثانية لفائدة عداء روسي، بينما اكتفى هو بالميدالية البرونزية بفارق أربعة أجزاء من المائة وبتوقيت 28 دقيقة، و53 ثانية و99 جزء من المائة. ووعد رشيق الجماهير الإيطالية بأنه سوف يعمل ما في وسعه لتحقيق نتيجة أفضل خلال مسابقة ال5000 متر التي ستجرى خلال الأيام المقبلة. ويذكر، أن حصول الشاب المغربي على الجنسية كان فقط قبل 24 يوما من المسابقة، إذ تجندت إيطاليا لتحقيق رغبته في حمل قميص البلد، وتدخل سيرجيو ماتاريلا، رئيس البلاد، بشكل شخصي، إذ وقع مرسوما بمنح الجنسية الإيطالية للشاب المغربي في زمن قياسي، وذلك بعد حملة شعبية تنادي بتمكينه إياها. وكان النائب البرلماني ذي الأصول المغربية، خالد شوقي، من بين الذين تزعموا حملة المطالبة بتجنيس العداء المغربي. وبمناسبة فوزه أمس كتب شوقي تدوينة على صفحته في "فايسبوك" قال فيها إن رشيق اتصل به وإنه سعيد بإنجازه، مؤكدا أن فوزه الأخير فوز لإيطاليا وللراية الإيطالية. ولم يفوّت شوقي هذه المناسبة لبعث رسالة سياسية إلى المجتمع الإيطالي، موردا أن من ازداد وترعرع في إيطاليا يعدّ إيطالياً، في إشارة إلى ضرورة التحرك لتعديل القوانين الإيطالية، التي لا تمنح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا بطريقة أوتوماتيكية، إذ يستوجب ذلك بلوغهم سن 18 سنة، عكس بعض الدول الأوربية كفرنسا التي تمنح جنسيتها لكل من ازداد في أرضها. وحري بالذكر، أن العداء رشيق، المزداد بعين السبع بالدارالبيضاء يوم 11 يونيو 1993، التحق بإيطاليا في إطار التجمع العائلي منذ عام 2004، ويعد من أكبر العدائين الواعدين في إيطاليا، ويتخصص في المسافات من 1500 متر، و5000 متر، 10000 متر، بل وحتى نصف الماراطون، وقد فاز ب25 جائزة في إيطاليا.