انطلقت قبل قليل محاكمة فتاتي إنزكان، المتابعتين بتهمة الإخلال بالحياء العام بعد أن تجمهر حولهما عدد من المواطنين الذين احتجوا على طريقة لباسهما قبل أن تعتقلهما الشرطة. وقد شهدت الجلسة الأولى لمحاكمتهما حضور أزيد من 200 محام، من أصل مئات آخرين سجلوا إناباتهم عن الفتاتين، كما حضرت حشود من الحقوقيين والسياسيين وعدد من المواطنين. غير أن اللافت خلال الجلسة اعتراف ممثل النيابة العامة بوقوع خطأ خلال تكييف التهمة التي تتابع بها الفتاتان، مؤكدا أنه يتبنى كل ملتمسات الدفاع التي تطالب بإسقاط المتابعة عنهما، موضحا: "احتا احنا عندنا بناتنا ومنبغيوهمش يتعرضو لشي مكروه". وشدد ممثل النيابة العامة على أن "المغرب قطع أشواطا كبيرة في تكريس حقوق حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، وأنه لن يقبل بالتراجع إلى الوراء مهما كان شكل هذا التراجع". وكان "جيش المحامين" الذي يساند فتاتي إنزكان قد طالب بإسقاط المتابعة عن موكلتيه فورا، مشددا على أن الجهة التي اعتقلتهما لا تتوفر على الصفة الضبطية، قبل أن يطعن في المحضر الذي أنجزته الشرطة، مؤكدا أنه مليء بالأخطاء شكلا ومضمونا، ليختم بالكشف عن أن وكيل الملك لم يقم بالمعاينة. وما إن انتهت مرافعات الدفاع حتى عبر ممثل النيابة العامة عن تبنيه لكل ما دافع به المحامون، ليأمر القاضي مباشرة بإفراغ ممرات القاعة، مع احتمال كبير بأن يتخذ قرارا بإسقاط المتابعة عن الفتاتين، في قضية أثارت الرأي العام والكثير من الجدل.