ظل موضوع العلاقات المغربية الموريتانية في السنوات الأخيرة مبهما وغامضا، حيث ظلّ يتراوح بين الأنباء المتواترة التي تتحدّث عن برودة هذه العلاقات وتوتّرها بشكل صامت، وبين تصريحات رسمية بين الفينة والأخرى تنفي. وثيقة من ضمن ما نشره موقع ويكيلكس عن أسرار الدبلوماسية السعودية، تكشف أن هذا التوتّر كان أمرا واقعا، وتم أخذه بعين الاعتبار بحرص كبير في علاقة الرياضبنواكشوط، خاصة في المجال العسكري. وثيقة مرفوعة إلى وزير الخارجية السعودي، تتحدّث عن برقية أرسلتها سفارة السعودية بالرباط، تحذّر من التسرّع في استقبال رئيس هيئة الأركان الموريتاني بهدف تطوير التعاون العسكري بين البلدين، بمبرّر وجود توتّر بين المغرب وموريتانيا، وأن الرباط لن تنظر بعين الرضا إلى أي دعم عسكري توجهه السعودية إلى موريتانيا. الوثيقة تعود لتعلّق على برقية السفارة، وتقول إن هناك مؤشرات واضحة عن تنامي التغلغل الليبي والإيراني في موريتانيا، وإنه من الضروري الإسراع بتقديم الدعم الضروري لموريتانيا للحد من النفوذ الإيراني وعدم دفع نواكشوط إلى طلب المساعدة الإيرانية بسبب تأخر الدعم العربي. وثيقة أخرى منسوبة إلى وزير الخارجية سعود الفيصل، وموجهة إلى العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، تتحدث عن تلقي أمر ملكي بإرسال وفد عسكري إلى موريتانيا وتوجيه الدعوة إلى رئيس هيئة الأركان الموريتاني لزيارة السعودية. الوثيقة المؤرخة في 1433 هجرية، أي قبل ثلاث سنوات، تقول إن السفير السعودي في نواكشوط التقى عميد السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط، والذي هو السفير المغربي المخضرم عبد الرحمان بن عمر. هذا الأخير أشاد، حسب الوثيقة، بخطوة التعاون العسكري السعودي الموريتاني، واعتبرها «ممتازة»، مضيفا أن المغرب قدّم بدوره مساعدات عسكرية لموريتانيا تتمثل في سيارات ومعدات خفيفة