فوجئت أمس بخربشات على الفايس بوك ومواقع العبث الالكتروني تتهمني بالسطو على مقال الكاتب الفرنسي "جاك اطالي" في افتتاحية عدد نهاية الأسبوع. ولأن الجهل أنواع ، ولأن سوء النية هي الأصل، ولأن الحقد يعمي البصيرة قبل الأبصار، فإن هؤلاء (العايقين) لم يفهموا الفرق بين السطو وبين استلهام معطيات معروفة وتواريخ مشهورة ووقائع كبرى وإعادة إدماجها في تحليل أخر وزاوية معالجة أخرى، فالذي يطلع على الافتتاحية سيرى أنها تختلف عن ما جاء في المقال في اكثر من 80 في المائة، وأنا لا أتحرج في الإشارة إلى مصادر أخرى في مقالاتي وإلى آراء مفكرين أو مؤرخين أو سياسيين أو حتى زملاء صحافيين، فهذا من واجبات الأمانة العلمية. لكن أن نقول إن الحرب العالمية الثانية كان سببها اتفاقية فرساي فهذا ما يعلمه طلاب الباكالوريا، وأن "بريمر" أخطا لما حل الجيش العراقي فهذا كتبته في حينه وليس الآن… كاتب هذه السطور يكتب عمودا يوميا منذ اكثر من 9 سنوات وعمود أسبوعي منذ 2003 ولا يحتاج إلى استنساخ مقالات الآخرين ولا السطو عليها. والوقائع التي رأى المرجفون أنها تتقاطع مع ما جاء في مقال "اتالي"، وقد نشرناه مترجما في الجريدة بعد ذلك ولم نجد حرجا في ذلك، ولو كانت لدينا نية ( السطو) عليه لما نشرناه في عدد الثلاثاء الماضي في الجريدة فلسنا من البلادة بحيث نسطو على مقال بالفرنسية وتنشره في نفس الأسبوع مترجما بالعربية في صفحة الرأي باسم صاحبه الذي منحنا حق ترجمة مقالاته. هذه الوقائع سبق أن كتبنا عنها في افتتاحيات سابقة وموضوع الإهانة كتفسير للاحتجاج والإرهاب والتطرف خصصنا له عمدة كثيرة قبل سنوات من صدور مقال "اتالي"، أما الذين يعطوننا الدروس بلغة البلطجية فإننا نترك حكمهم للقراء لا غير، أما ضميرهم فإنه مخدر الآن ولا داعي لإيقاظه.