من بين الكفاءات المغربية التي تألقت في إسبانيا، البلد الجار، وسطع نجمها في مجالات مختلفة ومتنوعة، الاستاذة والباحثة ليلى الشياظمي التي اختارت سنة 2002 التوجه إلى الديار الإسبانية لدراسة الصيدلة، قبل أن تصبح واحدة من ألمع الباحثين بأوروبا. وبعد سنوات طويلة من الدراسة بجامعة غرناطة (الأندلس)، تفرغت المغربية، المنحدرة من عاصمة المملكة، للبحث العلمي، مع اهتمام خاص بالحياة الجمعوية المرتبطة بالمجال الذي تحمست له. وليلى الشياظمي من الباحثين المغاربة القلائل الذين تمكنوا من نقش اسمهم في مجال البحث العلمي الدولي، لاسيما بإسبانيا. كما أنها أول مغربية أحرزت جوائز علمية بهذا البلد. وفي بوحها، لكثير من وسائل إعلام الدولية والوطنية، قالت ليلى "لقد اخترت أن أصبح باحثة لأسباب كثيرة. منها ولعي وافتتاني دوما بالبيولوجيا بالمفهوم الواسع، وبالبحث العلمي". وأكدت لإحدى المنابر الوطنية أن "التكنولوجيا والبحث والتطوير من الأسس القوية للتنمية، لدورها وتأثيرها على التنافسية"، و"في المغرب تبقى التنمية مرتبطة بإعادة تأهيل البحث العلمي وترسيخ التكنولوجيا". شغف ليلى الشياظمي بالبحث العلمي بوأها رئاسة جمعية الباحثين الأجانب، التي تأسست سنة 2008. كما أنها ممثلة منظمة العالم العربي للعلماء الشباب، وعضو في مجموعة البحث "تشني، هندسة المعرفة والمنتج" بجامعة غرناطة، فضلا عن أنها أول مغربية بهذه المؤسسة تضع ملفا لبراءات اختراع عالمية مع حقوق الاستغلال. وتضم جمعية البحث التي ترأسها الشياظمي، وهي عبارة عن فريق متعدد التخصصات، باحثين من مختلف الشعب العلمية (الهندسة، والكيمياء، والبيولوجيا، والصيدلة، والبيئة) هدفهم المشترك إدارة المعرفة التقنية والعلمية، وخلق الابتكار التكنولوجي، وتصميم المنتجات التجارية. وتقوم ليلى الشياظمي، الحاصلة على الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة غرناطة، بدراسات ببليومترية عبر استخدام تقنيات متطورة، وإعداد وتطوير المنتجات (المنظفات، والعطور، ومستحضرات التجميل، وغيرها) الموجه للسوق الصناعي، والخدمات المعلوماتية الموجهة للشركات. وأردفت هذا الباحثة المغربية "إننا فريق متعدد التخصصات مكون ومؤهل للعمل في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا مع خبرة واسعة في مجال البحث، والإدارة العمومية، وتدبير المؤسسات الصناعية". وتأسفت ليلى الشياظمي، التي ترأس جمعية الباحثين الأجانب بإسبانيا منذ 2008، مع ذلك، لكون الباحثين، وتحت تأثيرات الأزمة، بدأوا في مغادرة إسبانيا والهجرة صوب كندا والنرويج والدنمارك وألمانيا بحثا عن مستقبل أفضل. وحازت ليلى الشياظمي سنة 2013 على جائزة الشباب العربي المتميز في مجال البحث العلمي، التي يمنحها مجلس الشباب العربي للتنمية المندمجة التابع لجامعة الدول العربية. وفي 2014، توجت بالجائزة الفخرية للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، في إطار الاحتفال بعيد المرأة (8 مارس)، إلى جانب أربع نساء أخريات هن سعاد الطالسي، الرئيسة المؤسسة ل"مركز الحسنية للمرأة المغربية"، ونادية الغزالي، رئيس جامعة كيبيك، وحنان القاسمي، المديرة العامة للمجموعة الدولية للأشغال العمومية ومقرها الغابون، وسارة جابر، طالبة بجامعة أوسلو. كما تم اختيارها في السنة الماضية، إلى جانب مغربيين آخرين كمال الودغيري وشكيب عبد اللطيف، من قبل الجمعية اليمنية للثقافة العلمية من بين أفضل الشخصيات التي تميزت في مجال الابتكار والبحث العلمي. وهوس ليلى بالبحث العلمي وتفرغها له، لم يقطع وصالها بأصولها وببلدها الأم، فهي تنظم من خلال جمعيتها، سنويا، رحلات إلى المغرب لفائدة الطلبة من أبناء الجالية المغربية بإسبانيا لإطلاعهم على المسلسل التنموي الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات.